حكاية وطن.. 18 مليار جنيه لتأهيل وتبطين 7.5 ألف كيلومتر من الترع المتعبة لترشيد المياه
شهدت السنوات العشر من عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي إنجازات عدة في مجال المياه والموارد المائية ومواجهة التحديات المائية الحالية، خاصة في ظل زيادة الاستخدامات وثبات الموارد المتاحة سنويًا، ومن ضمن أهم المشروعات القومية تأهيل وتبطين الترع لترشيد استهلاك المياه، وأيضًا حسم مشاكل نقص المياه بنهايات الترع خاصة في فترة أقصى الاحتياجات المائية.
مشروع إعادة تأهيل وتبطين المجاري المائية
واستعرض كتاب "حكاية وطن.. بين الرؤية والإنجاز" خطة المشروعات المنفذة من الدولة لتنمية قطاع الموارد المائية ومنها مشروع إعادة تأهيل وتبطين المجاري المائية، والذى يعد واحدًا من أحدث المشروعات المتعلقة بالحفاظ على ثروات مصر من الموارد المائية، والأهم على الإطلاق.
يهدف المشروع إلى الحفاظ على كميات المياه المهدرة على مدار عقود جراء تسربها للتربة وهروبها إلى باطن الأرض. ومن المتوقع توفير حوالي 5 مليارات متر مكعب من المياه التي كانت تهدر بطول مجاري الشبكة المائية في كل أنحاء الجمهورية المصرية.
كما أنه عند حساب المخطط النهائي لبرنامج تأهيل وتطوير الترع الرئيسية على مستوى الجمهورية، نجد أن تكلفته تصل إلى 18 مليار جنيه، ويشمل المخطط الذي أطلق في 2020 تبطين وصيانة 7.5 ألف كيلومتر من الترع والقنوات.
تأهيل الترع فى 19 محافظة بطول 3.5 ألف كيلومتر
وكان يجري في الظروف العادية تبطين 50 كيلومترًا من الترع سنويًا، إلا أن الحاجة الملحة أدت إلى تعديل الخطة القومية في البداية لتبطين حوالي 2000 كيلومتر من الترع كل سنة ولمدة عشرة أعوام ثم تم التعديل مرة أخرى ليتقرر الانتهاء من تنفيذ المشروع خلال عامين فقط، وذلك لتعويض زمن التأخير في إطلاقه واعتباره مشروعًا قوميًا ملكًا نظرًا للاعتبارات المذكورة الخاصة بالأزمة المائية الحرجة التي تعاني منها البلاد.
كما قسم المشروع إلى مرحلتين تنفذان في 19 محافظة تبلغ الأولى حوالي 3.5 ألف كيلومتر، والثانية 4 آلاف كيلومتر، وستكون كلفة تنفيذ المرحلة الثانية وحدها 8 مليارات جنيه.
وصول المياه فى الوقت المناسب إلى نهايات الترع
من جهته أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، أهمية المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع المتعبة، خاصة أنه لا يستهدف فقط ترشيد وتوفير المياه، ولكن له أهداف متعددة منها ضمان وصول المياه فى الوقت المناسب إلى النهايات، والمحافظة على حجم وأبعاد الترع، ونظافة الترع والمحافظة على جودة المياه.
كما أوضح أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية لـ"الدستور"، أن المشروع القومى يستهدف إضفاء شكل جمالى عليها والحفاظ عليها من التعديات وزيادة التلوث البيئي الناتج عن المخلفات، كما أن مشروع تبطين الترع يعمل على توفير جزء من المياه المتسربة، وإن كان قليلًا، واستغلال جوانب الترع فى توسعة الطرق وعمل بعض المشروعات وترشيد استهلاك المياه خلال رى الأراضى الزراعية.