حكاية وطن.. دور مصر في إنهاء الأزمة الليبية والسودانية
لعبت مصر دورًا أساسيًا في إنهاء الازمة السودانية والليبية وإعادة الاستقرار لهذا البلاد عبر مواصلة العمل الحثيث نحو توحيد الصف الوطني وتقديم رؤية وطنية موحدة في ليبيا والسودان.
انخراط فاعل في الأزمة الليبية
تبنـت القاهـرة دبلوماسية نشطة وهادئـة تجـاه الازمة الليبيـة، حيـث سـاهمت في دعـم مسـارات حـل األزمـة، وتحقيـق جهـود خفـض التصعيـد علـى كافة المسـتويات بمـا يحقـق وحـدة وسـيادة الدولـة الليبيـة، ومواجهـة التنظيمـات الارهابية التـي حاولـت تحويـل ليبيـا إلـى قاعـدة عمليـات لانشاطتها شـمال إفريقيـا وجنـوب المتوسـط ونجحـت مصـر بالتنسـيق مـع البعثـة الاممية والمؤسسـات الليبيـة فـي صياغـة مسـار تسـوية اقتصـادي، يرمـي إلـى إبعـاد تفاعلات الصـراع عـن الاقتصاد الليبـي، وإنهـاء حالـة الانقسام التـي طـرأت علـى مؤسسـاته المالية، وهو مـا تكلل بالنجـاح بإعلان توحيـد أسـعار صـرف الدينـار وتوحيـد الموازنـة للعـام 2021 وكذلـك دعمـت مصـر الجيـش الوطنـي الليبـي، واسـتهدفت بضربـات جويـة معاقـل تنظيـم داعـش فـي مـدن السـاحل الشـرقي الليبـي، وكثفـت مـن جهودهـا لضبـط الحـدود. علاوة علـى ذلـك، وقفـت مصـر أمـام الـدور الخارجـي المزعـزع السـتقرار ليبيـا، وأدانـت نقـل تركيـا للمرتزقـة والعناصـر الارهابية إلـى ليبيـا، وصاغـت خطـا أحمـر غيـر مقبـول تجـاوز العمليات العسـكرية له وهو خط ”سـرت-الجفرة“ الـذي أنهى العمليات العسـكرية بالمنطقـة الغربيـة، وبـدد بعـض األطمـاع الاقليمة في السـيطرة على مناطـق الهلال النفطـي، بالاضافة إلـى اسـتضافة القاهـرة وفـودا ممثلـة للقـوى الاجتماعية كالقبائـل والمجالـس الاجتماعية الليبيـة، والمؤسسـات كالبرلمـان الليبـي والجيـش الوطنـي وحكومـة الوفـاق، وهو ما عزز مـن تمسـك الليبيين بالحل للتسـوية الشـاملة.
دور مصر منذ بداية الأزمة السودانية
ان مصـــر أحـــد أهـــم الفاعليـــن فـــي المشـــهد الســـوداني، منـــذ إعـــان القـــوات ت المســـلحة الســـودانية عـــزل الرئيـــس عمـــر البشـــير مـــن الســـلطة فـــي 11 أبريـــل وبداية الازمة الحالية والصــراع 2019 ومــا تبــع ذلــك مــن تطــورات وتداعيــات، وصــو الداخلــي المســلح الــذي اندلــع بيــن الجيــش الوطنــي الســوداني وقــوات الدعــم الســـريع، وقـــد اكتســـب الـــدور المصـــري تجـــاه الازمة الســـودانية منـــذ عـــزل "البشـــير" أهميـــة كبيـــرة وخاصـــة، فـــي ضـــوء بعـــض الاعتبارات منهـــا: أن هـــذا المتغيـــر جـــاء بالتزامـــن مـــع رئاســـة مصـــر للاتحاد الافريقي، فضلا عمـــا تحظـــى بـــه القاهـــرة مـــن دور حيـــوي تجـــاه أي تطـــورات ســـودانية فـــي ضـــوء ملكهـــا أوراق الجغرافيـــة والسياســـية والتاريخيـــة التـــي تربطهـــا بالســـودان، بمـــا ي يمكنهـــا توظيفهـــا مـــن أجـــل الدفـــع باتجـــاه التهدئـــة ويمكــن القــول إن التحــرك المصــري تجــاه الازمة الســودانية كان محكومــا بجملــة مــن المحــددات التــي أكســبته فاعليــة كبيــرة حتــى اليــوم، ومنهــا: الوقــوف علــى مســافة واحــدة مــن كافــة الاطراف المتصارعــة علــى قاعــدة أولويــة الحلـول السياسـية والتسوية الشـاملة لألزمـة، سـواء فـي فتـرة مـا بعـد "البشـير" فـي ثنايـا الصـراع بيـن المكونيـن المدنـي والعسـكري، أو فـي الفتـرات الأخيرة منـذ اندلاع الحــرب بيــن الجيــش الوطنــي الســوداني وقــوات الدعــم الســريع، كذلــك حرصــت القاهـرة علـى إبقـاء قنـوات الاتصال مفتوحـة مـع طرفـي الازمة، وهـو مـا يجعلهـا وســيطا يحظــى بالقبــول مــن جانــب مختلــف الاطراف فــي الداخــل الســوداني.
