"دور الأردن ورؤيته فى الجامعة العربية".. كتاب يزين معرض عمان الدولى ويوثق تاريخية التنسيق مع مصر
في جناح أمانة العاصمة الأردنية "أمانة عمان الكبرى"، بمعرض عمان الدولي للكتاب 2023، زين كتاب بعنوان "دور الأردن ورؤيته في جامعة الدول العربية" للدكتور علاء الزيود المستشار الإعلامي في السفارة الأردنية في القاهرة.
الكتاب الذي يتكون من 147 صفحة و4 فصول، بالإضافة إلى خاتمة وتوصيات، يتحدث في بدايته عن دور الأردن التاريخي في تأسيس جامعة الدول العربية لتكون منبرا سياسيا للدول الأعضاء بها ومنظمة عربية دولية تدافع عن حقوق وقضايا الأمة العربية.
"مراحل تأسيس الجامعة العربية" هو عنوان الفصل الأول من الكتاب والذي يروي بالتفاصيل والأدلة كيف نجح الأردن في التنسيق مع العالم العربي وخصوصا مصر في إنشاء الجامعة العربية لتكون خير معبر عربي وإقليمي ودولي عن قضايا أمتنا العربية لتدافع عن الحق العربي وتحافظ على الهوية العربية وقد كان ذلك منذ التأسيس وحتى الآن وستستمر بقوة المبادئ والأسس التي قامت عليها.
تأسيس كيان عربي لم يكن سهلا في توقيت الإعلان عن فكرة إنشاء الجامعة العربية، ولكن الظروف والأجواء العربية كانت تشير إلى هذه الضرورة، الكتاب أشار إلى الجهد الأردني في مباحثات اللجنة التحضيرية وإعلان بروتوكول الإسكندرية التي كانت النواة الأولى لإنشاء الجامعة العربية بحسب الكتاب، فيما كان التنسيق المصري الأردني حاضرا في هذه المباحثات عبر أول خطوة من جانب مصر من خلال رئيس الوزراء حينذاك مصطفى النحاس عام 1944 حينما وجه دعوة إلى الحكومات العربية، فما كان للأردن حينما كانت يطلق عليها "شرق الأردن"، أن تقوم بجهد عربي للإعلان عن إنشاء الجامعة العربية وذلك من خلال استضافة شرق الأردن بقيادة الأمير عبدالله اجتماعا عربيا وجه النحاس حينها الشكر للأردن على هذا الجهد واعتبره بمثابة تأكيد للوحدة العربية لإنشاء الجامعة ووضع ميثاقها.
جذرية العلاقات والتنسيق التاريخي بين القاهرة وعمان
والكتاب سرد الجهد الأردني ووثق جذرية العلاقات والتنسيق التاريخي بين القاهرة وعمان في كافة المحافل وخصوصا فيما تعلق وقتها بإنشاء الجامعة العربية والدور الذي تقوم به حيث كانت القضية الفلسطينية هى القضية الرئيسية للجامعة العربية والدول الأعضاء وهو ما أكده الملك عبدالله الأول في خطاب إعلان استقلال المملكة الأردنية الهاشمية في 25 مايو 1946 بأن فلسطين عربية وسيتم الدفاع عنها وتظل عربية، وهنا أيضا ظهر التنسيق والتعاون المصري الأردني حيث دعا الملك فاروق ملك مصر حينها إلى اجتماع فوري لقادة العرب لبحث القضية الفلسطينية وأعلنت الأردن التأييد والتضامن وتم عقد أول مؤتمر قمة عربي في مصر في 28 مايو عام 1946.
الكتاب لم يغفل موقفا عربيا إلا وكان الأردن مشاركا فيه ومناقشا له سواء قديما أو حديثا في إطار الجامعة العربية والتوافق العربي حرصا من المملكة بأن تكون دائما وأبدا مع التوافق العربي وليس بعيدا عنه، وذلك طبقا لمبادئ الدولة الأردنية وشعار رفعته الخارجية الأردنية في إطار توجيهات القادة الأردنيين على مر العصور وخصوصا في عهد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني هو أن عمان عاصمة الوفاق والاتفاق دائما من أجل وحدة عربية مستمرة.
مقدمة الكتاب والتي وضعها أمجد العضايلة سفير الأردن في القاهرة ومندوب الدائم للأردن لدى جامعة الدول العربية جاءت من خلال تقديم إضاءة سياسية ودبلوماسية، فيما كان الكاتب حريصا ومن خلال فهرس الكتاب على توضيح ووضع مصادره محل تقدير ومناقشة من القارئ حيث كان للكاتب لقاءات مباشرة مع أمناء للجامعة العربية سابقين ليضع دور الأردن محل دراسة للجميع من خلال شهادات الأمناء والخبراء، بالإضافة إلى الوثائق التي تحفظها أمانة الجامعة العربية وكذلك الأخبار والتقارير من مختلف المؤسسات المصرية والعربية.
مؤلف الكتاب الدكتور الزيود، قال في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إنه أراد أن يضع القارئ الأردني والعربي على تفاصيل تأسيس الجامعة العربية والجهد الذي بذل من القادة العرب وخصوصا الأردن، مشيرا إلى أن الأردن كان صاحب ريادة في العمل العربي المشترك ومؤسس للجامعة العربية وميثاقها.
ووجه الزيود الشكر والتقدير إلى سفير الأردن في القاهرة على دعمه الكبير لإنجاز هذا الكتاب وحرصه على أن يخرج بهذا المضمون الذي يليق بتاريخ الأردن، مقدما شكره أيضا وتقديره لكافة السفراء من مندوبي الأردن السابقين لدى جامعة الدول العربية على إسهاماتهم في إثراء معلومات الكتاب ومضمونه تحليلا وإضاءات من خبرتهم التمثيلية والدبلوماسية، بالإضافة إلى ما قدموه من إرشاد ونصح أكاديمي وبحثي من الجامعة الأردنية وغيرها من المؤسسات الأردنية والعربية.
وقد حرص الكاتب على الاستعانة بالعديد من المصادر المرجعية من كتب ومقالات وأخبار لعدد كبير من المؤسسات الإعلامية والصحفية الأردنية والعربية من مصر ولبنان والعراق وغيرها، إيمانا بأن الجهد العربي والعمل العربي المشترك يشمل كافة مناحي العمل السياسي والإعلامي والاقتصادي وغيره.
وافتتحت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، في 21 سبتمبر الجاري معرض عمان الدولي للكتاب 2023، الذي يقام تحت شعار " القدس عاصمة فلسطين"، مندوبة عن الملك عبدالله الثاني، بحضور السفير القطري في عمان، الشيخ سعود بن ناصر آل ثاني وتستمر فعالياته حتي 30 من الشهر ذاته.
ويحتفي المعرض الذي يقيمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى في قاعة معرض عمان للسيارات طريق المطار بدولة قطر، ضيف شرف المعرض لهذا العام، من خلال جناح خاص يضم عدد من المؤسسات الثقافية، وبرنامجا ثقافيا مميزا بمشاركة عدد من الأدباء والروائيين والباحثين القطريين.
ويشمل البرنامج الثقافي للمعرض ندوات ثقافية وأمسيات شعرية وقصصية ونشاطات ترفيهية وقراءات قصصية للأطفال واليافعين، ضمن مساحة خاصة بهم.
ويشارك في المعرض 400 دار نشر محلية وعربية ودولية من بينها مصر، سواء بشكل مباشر أو من خلال التوكيل من 22 دولة، ويقام تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، لما تمثله القدس في وجدان الأمة العربية، ووجدان الهاشميين، وتأكيدا للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.