الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نقل رفات القديس يوحنا ذهبي الفم
تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية، بذكرى نقل أعضاء القديس يوحنا ذهبي الفم من بلدة قومانه التي تنيح منفيا بها إلى مدينة القسطنطينية بعد نياحته بثلاثين سنة، وبهذه المناسبة قال السنكسار الكنسي ان ذلك في سنة 437 ميلادية في أيام الملك ثاؤدسيوس الصغير.
من هو يوحنا فم الذهب؟
وتقول خدمة اللاهوت الدفاعي عن يوحنا فم الذهب إنه يسمى ببولس الثاني، أفصح خطباء الكنيسة المسيحية وواعظيها على مر العصور، بل ربما كان أخطب رجل في التاريخ، وهو أشهر شارح للكتاب المقدس، وهو رجل كنسي قدير، لمعت خصائصه وحنكته أيام الملمات والأزمات.
وولد يوحنا ذهبي الفم من أب وثني وأم مؤمنه هي أنثوسا التي ترملت في العشرين من عمرها ونذرت نفسها لتربية ابنها، وكانت زينة الأمهات المسيحيات الأنطاكيات، وقد قال عنها ليبانيوس، المعلم الوثني المشهور آنئذ: «آه، أية نسوة رائعات بين المسيحيات».
وتتلمذ يوحنا في الخطابة والفصاحة العلوم الوثنية على يد الفيلسوف الوثني ليبانيوس الذي اشتهى أن يخلفه يوحنا بعد مماته. وتتلمذ مسيحيًا على يد الأسقف المشهور القديس ملاتيوس الأنطاكي لمدة ثلاث سنوات، فعمده.
لم يستطع يوحنا أن يترهبن في دير قبل رقاد أمه، إلا أنه عاش النذور الرهبانية في بيته الذي حوله إلى قلاية. بعد رقادها انعزل ست سنوات في أديرة قرب أنطاكية يدرس اللاهوت والصلاة والهذيذ تحت توجيه رئيس الدير ديودوروس (أسقف طرسوس لاحقًا).
صار يوحنا قارئًا ثم شماسًا ثم كاهنًا في أنطاكية. وفي العام 398 صار رئيس أساقفة القسطنطينية. كان خلاص النفوس همه الأول والأخير. تجنب الجدالات العقائدية واللاهوتية رغم أنه كان لاهوتيًا عظيمًا. كانت عظاته النارية تشع محبة مقدسة ونورًا إلهيًا لمستمعيه.
لقب “ذهبي الفم”، لأنه كان أعظم واعظ وخطيب في تاريخ الكنيسة المسيحية حتى يومنا الحالي، بشهادة أحبائه وخصومه معًا. كان محنكًا بارعًا، اتخذ بولس الرسول مثالًا له.