بعد 50 عامًا على حرب أكتوبر.. إسرائيل لا تزال تواجه صدمة الهزيمة
أكد موقع "جيه ويكلي" الأمريكي، أن بعد 50 عامًا من حرب أكتوبر أو كما يُطلق عليها حرب يوم الغفران، لا تزال صدمة الهزيمة من مصر موجودة في إسرائيل، ففي عام 1973 لم يكن الآلاف من الإسرائيليين على يقين من بقاءهم على قيد الحياة، فقد كانت الهزيمة مروعة.
أزمة تتكرر
وتابع الموقع أنه بعد مرور خمسين عامًا على حرب يوم الغفران – التي اندلعت في أقدس يوم في التقويم اليهودي عام 1973 واستمرت لمدة ثلاثة أسابيع تقريبًا – يرى بعض من عاشوا تلك الفترة أزمة أخرى تتكرر مرة أخرى في يومنا هذا، كما يرى الإسرائيليون أنهم ظلوا عالقين في صراع أهلي بسبب جهود حكومتهم لإضعاف المحكمة العليا.
وأضاف أنه مع اختلاف الأسباب فلا تزال إسرائيل تعاني حتى يومنا هذا، من الفساد وضعف الحكومة، حيث استذكر أربعة من قدامى المحاربين في الحرب ومسؤول يهودي أمريكي كان في مركز استجابة مجتمعه لها ذكريات حية عن الأحداث، وتحدثوا عن أصداء الحرب في يومنا هذا، حيث يرى الإسرائيليون تهديدًا على ديمقراطية إسرائيل في الإصلاح القضائي الذي تقترحه الحكومة، ويقول الإسرائيليون الذين يؤيدون الإصلاح إنه سيكبح جماح السلطة القضائية ويسمح للحكومة المنتخبة بتمثيل قاعدتها اليمينية بشكل أفضل.
حكومة فاشلة وصدمة مستمرة من الهزيمة
وأوضح الموقع أن الإسرائيليين تفاجئ بالحرب في عام 1973، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن قادتهم لم يستجيبوا لتحذيرات بعض مسؤولي المخابرات الذين رأوا الجيشين المصري والسوري مستعدان للهجوم، وتمركزت الجيوش على حدود صحراء سيناء ومرتفعات الجولان، وهي الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967، ونجحت مصر بعد حرب يوم الغفران في استرداد أراضيها مرة أخرى.
وقال إسحق بروك، وهو طبيب إسرائيلي كان يخدم في الجيش، ملحقاً بكتيبة إمداد في سيناء: "لم تكن إسرائيل مستعدة، ولم تكن لدينا إجابات عسكرية من نواحٍ عديدة، أعتقد أن الكثير من ذلك كان غطرسة، مجتمع شعر بأننا لا نقهر، النشوة التي حدثت بعد حرب الأيام الستة".
وقال هيليل شينكر، الذي تم نشره في مرتفعات الجولان لزرع الألغام، إن الغضب من قيادة البلاد سرعان ما تم التعبير عنه في الشوارع، تركت الحرب صدمة في نفوس العديد من الأسر الإسرائيلية لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.
وتابع: "سرعان ما انضم آلاف الأشخاص إلى الاحتجاجات ضد وزير الدفاع موشيه ديان، وإلى حد ما أيضًا ضد جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك، وساعدت الاحتجاجات في نهاية المطاف في إسقاط حكومة مئير وأدت إلى استبدالها بإسحق رابين".
وقال الأمريكيون الثلاثة الذين كانوا من بين المحاربين القدامى الذين أجرت وكالة التلغراف اليهودية مقابلات معهم، إن التواصل داخل إسرائيل خلال الحرب كان تحديًا – وكان البقاء على اتصال مع أقاربهم في الولايات المتحدة أصعب بكثير، ولم يعرفوا إلا بعد الحرب مدى الصدمة التي أصابت المجتمع اليهودي الأمريكي.
يتذكر ألان فيلدمان، الذي كان خبير متفجرات، يتعقب ويدمر الذخائر المتفجرة، أن والدته في بالتيمور تمكنت من الوصول إليه في وقت كان إجراء مكالمة فيه يعني في كثير من الأحيان المشي مسافة كبيرة لالتقاط الهاتف.
وقال آبي فوكسمان، الذي كان آنذاك مسؤولاً كبيراً في رابطة مكافحة التشهير، والتي تولى قيادتها فيما بعد لما يقرب من ثلاثة عقود، إن الجالية اليهودية الأمريكية كانت في حالة من الفوضى في ذلك الوقت.
وتابع: "بعد عام 1967، كانت هناك هذه النشوة، وبعد عام 1973، كان هناك هذا الحزن، وهذا الشحوب، كانت هناك تلك اللحظة المؤلمة، التي لا تزال آثارها موجودة حتى الآن".
وقال بروك، الذي ولد في إسرائيل والذي غادر بعد ثمانية أشهر من الحرب للحصول على زمالة طبية في الولايات المتحدة، إنه فوجئ عندما وصل إلى الولايات المتحدة: لقد أصيب اليهود الأمريكيون بصدمة نفسية، الكثير من اليهود الأمريكيين لم يفهموا ما مرت به إسرائيل أو ما مررت به".
وأوضح الموقع الأمريكي، أن حرب يوم الغفران غيرت حياة الكثيرون في إسرائيل للأبد، فتحول نشاط الكثيرون للسلام من أجل منع تكرار مثل هذه الهزيمة مرة أخرى، فكابوس الهزيمة من مصر لا يزال عالق في الوجدان.