خطر على الأرض ويحمل سر الكواكب.. ناسا تفحص أول عينة من بينو
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تفاصيل حصول وكالة الفضاء الأمريكية ناسا على عينة من كويكب بينو ووصولها إلى كوكب الأرض خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، وسط مخاوف من العلماء من أن هذا الكويكب يمثل خطرا على الأرض، فضلاً عن أنه يحتوي على سر تكوين الكواكب.
رحلة العينة الفضائية
وقالت الصحيفة إن المركبة الفضائية OSIRIS-REx التابعة لناسا ألقت كبسولة بحجم إطار سيارة في ولاية يوتا مساء أمس الأحد، والتي وصلت بأمان إلى الأرض وهي تحمل عينة من الكويكب المثير للاهتمام والذي يحتمل أن يكون خطيرًا بينو.
وتابعت أن الكبسولة التي أطلقتها المركبة الفضائية هبطت بعد 4 ساعات من إطلاقها بالمظلة في نطاق الاختبار والتدريب في يوتا، وسارعت فرق الإنقاذ في أربع طائرات هليكوبتر إلى موقع الهبوط للوصول بسرعة إلى الكبسولة لتقليل مخاطر التلوث، حيث وجدوا الكبسولة على الأرض الصحراوية، سليمة ومستقرة تمامًا.
وقامت طائرة هليكوبتر بنقل الكبسولة على خط 100 قدم إلى "غرفة نظيفة" معدة خصيصًا في موقع عسكري، وسيتم نقلها اليوم الاثنين، إلى مركز جونسون الفضائي التابع لناسا في تكساس لإجراء دراسة علمية.
وكان مديرو المهمة، الذين أعربوا عن رضاهم عن مسار المركبة الفضائية، صوتوا في وقت مبكر من صباح الأحد لصالح المضي قدمًا في إطلاق الكبسولة، حيث قضت 4 ساعات بالقرب من الأرض قبل أن تهبط في الغلاف الجوي بسرعة 27000 ميل في الساعة، وأطلقت المركبة الفضائية الأم بعد ذلك دافعات للتأكد من أنها لن تنتهي في ولاية يوتا، ولكنها بدلاً من ذلك ستنتقل إلى هدف آخر، وهو الكويكب أبوفيس، مع مواجهة مقررة في عام 2029.
سر أهمية كويكب بينو وخطورته على الأرض
وأكدت الصحيفة أن كويكب بينو يحتوي على صخور تعود إلى أقدم العصور في النظام الشمسي، وتهدف المهمة إلى إعطاء العلماء عينات من هذه "الحفريات" التي يعود تاريخها إلى 4 مليارات سنة، حيث يمكن أن يوفر التركيب الجزيئي للمادة التي أعيدت إلى الأرض أدلة حول كيفية تحول الكوكب إلى كوكب محيطي، مع نوع البيئة التي يمكن أن تظهر فيها الحياة "وتتطور في النهاية إلى كائنات حية معقدة مثل علماء الأحياء الفلكية".
وتابعت أنه على الرغم من أن ناسا لم يسبق لها أخذ عينات من كويكب من قبل، إلا أن هايابوسا 2، وهي مهمة تقودها وكالة الفضاء اليابانية، أعادت عينات في عام 2020 من كويكب مختلف وأكبر بكثير يسمى ريوجو.
وأضافت أنه بعيدًا عن العلم، هناك مسألة الدفاع عن الكواكب، حيث يمكن أن يتسبب بينو في حدوث مشكلة، إذا ما تقاطع مداره مع مدار الأرض، وهناك احتمال ضئيل أن يضربنا في وقت ما خلال القرون القادمة، وتقوم وكالة ناسا بتتبع مثل هذه "الأجسام القريبة من الأرض" "بما في ذلك المذنبات" التي قد تشكل مخاطر الاصطدام، ويوجد الآن بينو على رأس قائمة ناسا للصخور الفضائية التي يحتمل أن تكون خطرة، إنه ليس أكبر كويكب موجود، لكن مداره الإشكالي يبرر مراقبته عن كثب.
أظهرت مهمة DART التابعة لناسا العام الماضي أنه من الممكن إرسال مركبة فضائية إلى كويكب وتغيير حركته، ولا تزال وكالة الفضاء ترغب في معرفة المزيد عن تكوين هذه الأجسام الخطرة القريبة من الأرض وكيف يمكن تحويلها، وهو جزء مما سيدرسه العلماء باستخدام العينة من بينو.
متى قد يصطدم بينو بالأرض؟
وأكدت الصحيفة أن اصطدام الكويكب مع الأرض ليس قريبًا، لن يشهده أي شخص على قيد الحياة الآن، إلا إذا تغير طول عمر الإنسان بشكل كبير، وفي الواقع، قد لا يضرب الأرض أبدًا. ولكن في عام 2182، سيكون هناك فرصة واحدة تقريبًا من بين 2700 للتأثير على كوكبنا، وفقًا لحسابات نُشرت في عام 2021، وسيتم تنقيح هذا الحساب بعد أن يمر بينو بالقرب من الأرض في عام 2135.
ما هو حجم بينو؟
يبلغ قطر الكويكب 500 متر "حوالي 1640 قدم"، وهذا ليس بحجم الجسم الذي ضرب الأرض قبل 66 مليون سنة وأنهى عصر الديناصورات لكن إذا اصطدم بينو بالأرض، فسيكون ذلك يومًا سيئًا.