من فيضانات ليبيا إلى جحيم هاواى.. كيف أثرت تغيرات المناخ على العالم فى 2023؟
شهد عام 2023 سلسلة من التهديدات المناخية المتطرفة التي أكدت أن تغيرات المناخ لم تعد تشكل تهديدًا بعيدًا؛ بل أصبحت حقيقة قاسية تجتاح الكوكب، والتي شملت الفيضانات الكارثية في ليبيا وحرائق الغابات غير المسبوقة في كندا وجحيم هاواي.
وأوضح موقع "إن إل تايمز" الهولندي أنه مع استمرار درجات الحرارة العالمية في الارتفاع تكشف الأحداث المناخية المتطرفة عن الأثر المدمر لمناخنا المتغير، وتوضح ستة أحداث مناخية متطرفة حدثت مؤخرًا هذا الأمر، لتكون بمثابة تذكير مثير للقلق بالحاجة الملحة إلى العمل المناخي.
الفيضانات الليبية الناجمة عن العاصفة دانيال
وأوضح الموقع أن جزءًا كبيرًا من سكان مدينة درنة الساحلية شرقي ليبيا تُرك تحت الماء بعد انهيار سدين وأربعة جسور، ويقول الصليب الأحمر إنه تم تسجيل ما يصل إلى 10 آلاف شخص في عداد المفقودين بعد الفيضانات التي سببتها العاصفة دانيال.
وتابع أن الدمار حدث عقب انهيار منازل متعددة الطوابق وتركت مناطق سكنية كاملة مغمورة بالمياه، ويقال إن العاصفة التي ضربت البلاد يوم الأحد 10 سبتمبر 2023 قد دمرت ما يصل إلى ربع المدينة، وكان لها تأثير أيضًا على مدن بنغازي وسوسة والمرج الشرقية.
حرائق الغابات الإسرائيلية الناجمة عن موجة الحر في شهر يونيو
وجرى استدعاء خدمات الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية لمكافحة ما لا يقل عن 176 حريق غابات منفصلًا في جميع أنحاء إسرائيل في شهر يونيو، في أعقاب موجة حارة شديدة اندلعت في جميع أنحاء البلاد، وأدت الرياح العاتية إلى إشعال مئات الحرائق في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى إغلاق الطرق وإجبار بعض المباني على إخلاء بعض المباني.
شهر يوليو الأكثر سخونة على الإطلاق في اليابان
وتعرضت اليابان لموجة شديدة من الحرارة خلال شهر يوليو الماضي، والذي كان الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات قبل 125 عامًا، ومع تجاوز درجات الحرارة بانتظام 95 درجة (35 درجة مئوية)، وتم نقل 11765 شخصًا إلى المستشفيات بسبب ضربة الشمس، وفقًا لتقرير صادر عن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وصدر "إنذار خاص بضربة الشمس" في 32 محافظة في اليابان، ما أدى إلى إلغاء الأنشطة المدرسية وإغلاق المواقع السياحية، وتوفي 73 شخصًا بسبب أمراض مرتبطة بالحرارة في يوليو، وفقًا لمكتب الفحص الطبي في طوكيو، مع عدم استخدام أكثر من نصفهم مكيفات الهواء في المنزل.
حرائق الغابات الكندية التي حطمت الأرقام القياسية
كان موسم حرائق الغابات الكندية لعام 2023 هو الأكبر والأكثر تدميرًا على الإطلاق، حيث تم حرق ما يقرب من 14 مليون هكتار (34 مليون فدان)، وهي مساحة أكبر من اليونان وضعف رقم العام السابق.
كانت للحرائق عواقب بعيدة المدى بسبب تصاعد الدخان الكثيف الذي اجتاح المدن الكندية، بما في ذلك تورونتو وأوتاوا، قبل أن يجتاح أجزاء من الولايات المتحدة بما في ذلك نيويورك، التي كانت نتيجة لذلك أسوأ نوعية هواء في العالم مؤقتًا.
وذكر تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية أن الحرائق التي خلفت عشرات القتلى وآلاف عمليات الإجلاء، من المرجح أن تحدث مرتين على الأقل بسبب أزمة المناخ التي يسببها الإنسان، وفقًا للعلماء.
الفيضانات في اليونان وتركيا وبلغاريا
في أعقاب حرائق الغابات الصيفية في اليونان، حدثت سلسلة من العواصف المطيرة الشديدة التي تسببت في فيضانات ومقتل ثمانية أشخاص في جميع أنحاء البلاد وتركيا وبلغاريا المجاورتين.
وبحسب الجزيرة، جرفت الفيضانات اثنين من المصطافين من أحد المخيمات في شمال غرب تركيا، بينما توفي شخصان في أحياء بإسطنبول.
وإلى الشمال في بلغاريا، لقي شخصان حتفهما وفقد ثلاثة آخرون بعد أن تسببت عاصفة في فيضانات على الساحل الجنوبي للبحر الأسود في البلاد.
وتسببت الأمطار الغزيرة في فيضان الأنهار، ما خلف أضرارًا جسيمة في الطرق والجسور، كما عانت المنطقة من انقطاع التيار الكهربائي، وحذرت السلطات السكان من شرب مياه الصنبور بسبب التلوث.
حرائق غابات هاواي.. الأكثر دموية في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن
اجتاحت حرائق الغابات المدمرة بلدة لاهاينا، في مقاطعة ماوي، هاواي، وقضت على معظم مدينة ماوي التاريخية، وأعلنت الحرائق أنها "أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ ولاية هاواي".
وتُشير التقارير إلى أن الحرائق ربما تكون قد بدأت بسبب عطل في خط كهرباء وتغذيتها الأعشاب المجففة بسبب درجات الحرارة المرتفعة وظروف الجفاف والرياح الشديدة الناجمة عن إعصار دورا، الذي كان يمر بالولاية على بُعد مئات الأميال إلى الجنوب الغربي، وتم الإبلاغ عن عدد القتلى المؤكد وهو 115 شخصًا، ولا يزال 66 شخصًا في عداد المفقودين.
وأكد الموقع الهولندي أن سلسلة الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم خلال عام 2023 تقدم نظرة ثاقبة للعواقب المترتبة على ارتفاع درجة حرارة الكوكب، ومع تزايد شيوع الفيضانات وحرائق الغابات وموجات الحر وإلحاق الضرر بها على نحو متزايد أصبحت الأدلة واضحة، فتغير المناخ لا يمثل مشكلة للأجيال القادمة؛ إنه هنا، ويؤثر علينا الآن.