"النمل الناري الأحمر".. هل تصل جيوش اللادغ المؤلم مصر؟
أطلق العديد من الخبراء مؤخرًا، تحذيرا مما يعرف بـالنمل الأحمر أو النمل الناري، موضحين أنه سيشكل خطراً استراتيجياً على القارة بأكملها، وهو ينتشر حاليًا بصورة مرعبة في أمريكا الجنوبية وأراضي قارة أوروبا، فكيف لهذه الحشرة أن تصبح مهددة للقارة مثلما أوضح الخبراء؟.
الدكتور علي يونس استشاري علم الحشرات وكيل كلية العلوم جامعة القاهرة وأستاذ علم الحشرات أوضح في حديثه لـ“الدستور” أن النمل الناري أو النمل الأحمر هو عبارة عن نمل لادغ ويمكن لملكة واحدة منه تأسيس مستعمرة في غضون شهر ومن ثم يمكن للمستعمرة أن تتوسع إلى آلاف الأفراد، وعادة ما تحتوي المستعمرة الواحدة على العديد من الملكات "الإناث" لذلك قد تصل أعداد أفراد المستعمرة إلى مئات الآلاف.
وتابع أن هذا النمل الناري يحمل سمًا يتكون بشكل أساسي من أكثر من 95% من القلويدات الزيتية المشتقة هيكليًا من البيبريدين المعروف أيضًا باسم "سولينوبسين" ممزوجة بكمية صغيرة من البروتينات السامة، لذا تتميز لدغات النمل الناري بأنها مؤلمة، مشيرًا إلى أنه عادة ما يتضخم موقع اللدغة ويتحول إلى نتوء خلال ساعات، مما قد يسبب المزيد من الألم والتهيج، خاصة بعد عدة لسعات في نفس المكان.
وأضاف يونس، أنه قد يتطور النتوء إلى بثرة بيضاء في غضون 24-36 ساعة والتي يمكن أن تصاب بالعدوى إذا تم خدشها، ولكنها سوف تشفى تلقائيًا في غضون أيام قليلة إذا تركت وحدها، مشيرًا إلى أنه قد يصاب بعض الأشخاص بحساسية تجاه السم، وإذا لم يتم علاجهم، فقد يصبحون حساسين بشكل متزايد إلى درجة الإصابة بحساسية مفرطة بعد لسعات النمل الناري، الأمر الذي يتطلب علاجًا طارئًا.
وأكد خبير الحشرات، أن هذا النوع من النمل نظرًا لتكاثره بأعداد ضخمة ولكون النمل بطبعه من الحشرات المفترسة فإنه يهدد الحياة الزراعية وبالتالي قد يهدد الفلاح، كما أنه يتغذى على الطيور الصغيرة وما يمثل معه كذلك تهديدًا للبيئة كذلك.
ولفت يونس إلى أنه وعلى الرغم من انتشار هذا النمل حاليًا في أمريكا الجنوبية وأوروبا إلا أنه من السهل أن يصل إلى أي دولة في العالم وذلك نظرًا للتغيرات المناخية الكبيرة التي يشهدها العالم، وتتسبب في سرعة انتقال الحشرات وغيرها من الأثار.
وكان قد وصف العلماء النمل الأحمر "الناري" بأنه خامس أغلى أنواع "الآفات الغازية" في العالم، إذ أنه يتسبب في أضرار بيئية تقدر بمليارات الدولارات في الكثير من الدول.
يمكنه بسهولة سحق فريسة أكبر منه عدة مرات
وبحسب دراسة نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" وموقع "كارنت بيولوجي" العلميين أوضح خلالها العلماء، أن هذا النمل يمكنه بسهولة مهاجمة وسحق فريسة أكبر منها عدة مرات، إذ أنها تبتلع النباتات والحيوانات على حد سواء، كما تغزو الأرض وتطهرها من الحياة البرية الثمينة.
وكان عالم الأحياء التطورية، ماتيا مينشيتي من معهد علم الأحياء التطوري في إسبانيا: قال "إن العثور على هذا النوع في إيطاليا كان بمثابة المفاجأة الكبيرة".
وأخبر السكان المحليون العلماء أنهم قد تعرضوا للسعات منذ عام 2019 على الأقل وهو الأمر الذي يشير إلى أنه ربما كان قد انتشر هذا النمل إلى مناطق أخرى أيضًا، بينما أكد الباحثون إنه على الأرجح جاء من الولايات المتحدة أو تايوان أو الصين إلى ميناء في إيطاليا في مكان ما وذلك قبل أن ينتشر إلى الداخل.
كذلك لفت عالم الأحياء روغر فيلا، من معهد علم الأحياء التطوري أيضًا إلى أن انتشار النمل الناري أمر مثير للقلق بشكل خاص، وذلك لأن العديد من المدن، بما في ذلك لندن وأمستردام وروما لديها موانئ بحرية كبيرة، ما قد يسمح للنمل بالانتشار بسرعة إلى المزيد من البلدان والقارات الأخرى.