الروائى حمدى الجزار: كتابة الرواية أشبه برجل صبور يطارد امرأة جميلة
شهدت مكتبة ديوان بالزمالك، مساء الأربعاء، حفل توقيع ومناقشة رواية "العروس" للروائي حمدي الجزار، والتي صدرت حديثًا عن دار "ديوان" للنشر، وناقش الروائي أحمد القرملاوي صاحب "العروس" في روايته، كما استقبل الكاتبان المناقشات النقدية من الحضور.
رواية متقنة
قال القرملاوي، في مستهل حديثه بالندوة، إن قراءته لأعمال حمدي الجزار كانت بداية تعرفه على الأدب الحديث بعد أن كان مهتمًا فقط بقراءة الأدب الكلاسيكي، مضيفًا أن أعمال الكاتب فتحت له عوالم ثرية مدهشة.
وتابع القرملاوي: كنت محظوظًا بمعرفة "الجزار" على مستوى القراءة لأعماله، وعلى المستوى الشخصي، ثم حينما عملت بمجال النشر، ونشرت روايته "العروس"، فتأكدت من أنه أستاذ في فن الرواية يجيد العمل على بناء العمل ولغته وشخصياته، ففي هذه الرواية، التي تدور أحداثها بليلة واحدة، نشهد الكثير من الأزمنة والأمكنة دون الحيد عن مسار العمل الأساسي، وهذه الرواية نظرًا لإتقانها الشديد تجعل مهمة الروائيين أكثر صعوبة.
وعلّق الجزار على حديث القرملاوي بإشارته إلى أن الروائي قادر على إدراك عناصر الرواية أكثر من المتلقي العادي، وهو ما يجعل تلقي الروائي أحمد القرملاوي للعمل مختلفًا ومميزًا.
رواية العروس
تحدث الجزار عن خصوصية رواية "العروس" في مسيرته الإبداعية، مشيرًا إلى أنها الرواية الأطول التي كتبها حتى الآن من حيث عدد الصفحات، كما أنها استغرقت وقتًا أطول في الكتابة، وصل إلى ست سنوات، فضلًا عن اختلافها على المستوى الفني عن غيرها من الأعمال السابقة.
وأضاف: كتابة الرواية أشبه برجل صبور يطارد امرأة جميلة، ويتبع جميع الحيل حتى يستطيع الوصول إليها، ثم يخفق ويصيبه اليأس فيتركها ثم تعود إليه مرة أخرى وتطارده إلى أن تكتمل.
التحدي الفني
قال الجزار إن كتابة رواية العروس كانت تحديا فنيًا واحتاجت إلى صبر كبير وعمل طويل، وعلى المستوى الفني هي الأولى المكتوبة بضمير الغائب وعلى لسان الراوي العليم، خلافًا لأعماله السابقة التي كانت جميعًا بلسان ضمير المتكلم، ما تطلب منه وقتًا لدراسة أساليب كتابة الراوي العليم بالرواية.
ورد الجزار على سؤال: هل رواية "العروس" رواية مكان أم رواية شخصيات بقوله إن عنوان "العروس" رغم أنه يشير لاسم المطعم، فإن له دلالات مختلفة ومعان متعددة يكشف عنها العمل، موضحًا أنه على الرغم من أهمية المكان بالرواية إذ لا يمكن أن نتخيل أن تعيش الشخصيات في أماكن أخرى، وكل مكان ورد بالرواية له دلالاته، فإنها بالأساس رواية شخصيات.
نوّه الجزار بأن العمل الفني لا يوجد به شيء مجاني، فالنص الأدبي بينتج مجموعة من المعاني تتوقف على شكل استخدام التفاصيل واللغة والإشارات.
وفيما يخص اللغة في الرواية قال الجزار إن لغة الشخصية تلائمها، فاللغة أدبية فنية والشخصية تصنع لغتها التي تأتي من داخلها أما اللغة الواقعية فهي خارج العالم الروائي.