كواليس اكتشاف معبد أفروديت الأثرى فى خليج أبى قير بالإسكندرية
كشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار والمعهد الأوروبي للآثار البحرية، عن معبد للإلهة أفروديت من القرن الخامس قبل الميلاد، وعدد من اللقى الأثرية تخص معبد آمون جريب، وذلك خلال أعمال التنقيب تحت الماء بمدينة تونيس هيراكليون الغارقة بخليج أبي قير بالإسكندرية.
وأوضح الدكتور مصطفي وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن البعثة عثرت بداخل المعبد على لقى أثرية برونزية وخزفية مستوردة من اليونان، بالإضافة إلى بقايا أبنية مدعومة بعوارض خشبية يعود تاريخها للقرن الخامس قبل الميلاد.
مدير عام إدارة الآثار الغارقة يكشف لـ"الدستور" كواليس اكتشاف معبد أفروديت
كشف الدكتور إسلام سليم، مدير عام إدارة الآثار الغارقة، عن كواليس آخر الاكتشافات للآثار الغارقة وهو معبد أفروديت الأثري بمدينة تونيس هيراكليون الغارقة، والذي تقع على بعد 7 كم من ساحل أبوقير، مواصلًا أن أعمال البحث والتنقيب لتلك البعثة في تلك المنطقة ليست بحديثة بل تمتد لفترة زمنية تصل إلى 25 عامًا.
أفاد مدير عام إدارة الآثار الغارقة لـ"الدستور"، أن الاكتشافات الأثرية في معبد الإلهة أفروديت الأثري، حالتها جيدة للغاية لكون معظمها مصنع من الذهب، ولا تتأثر بعوامل تواجدها البحري في المياة المالحة مهما مر الزمن عليها، وكونها مدفونة أسفل الرمال ومعزولة عن الهواء فحافظت على حالتها الأثرية، وليتم نقلها إلى معمل ترميم الآثار الغارقة لتأهيلها للعرض فيما بعد.
تابع سليم، أن أعمال البحث والتنقيب تعود لأول الباحثين في تلك المنطقة هو الأمير عمر طوسون عام 1933، عندما كان أحد الطيارين الإنجليز يحلق على مسافة قريبة من خليج أبي قير، فشاهد أطلالًا في المياه، وعندما علم الأمير طوسون، تم تكوين فريق عمل مستعينًا ببعض الصيادين من ساكني أبي قير، وسجل كل الشواهد الأثرية التي عثر عليها آنذاك، وكان من أهم تلك الاكتشافات رأس تمثال الإسكندر الأكبر علاوة على عدة خرائط تضمن أهم المعلومات عن تلك المنطقة الأثرية، ليتبعه كامل أبوالسعادات الغواص السكندري، في الخمسينيات وما تركه من شواهد وخرائط بحرية امتد أثرها إلى اليوم لاعتمادنا عليها في أعمال الاكتشافات البحرية للآثار الغارقة المغمورة بالمياه في بحر الإسكندرية.
أكمل سليم، ليبدأ المعهد الأوروبي للآثار البحرية بالتعاون مع المجلس الاعلى للآثار من نهاية التسعينيات وكان من أهم مواسم العمل عام 2000 وتم اكتشاف مدينة هيراكليون الغارقة على بعد 7 كم في خليج أبي قير بالإسكندرية، وكان موسمًا ثريًا جدًا بالاكتشافات الأثرية وأهمها تمثالان لملك وملكة يعودان لأوائل الأسرة البطلمية، وثم العثور على أكبر تمثال تم اكتشافه للإله حابي "إله النيل" بطول 5 أمتار وربع وتم نقلها جميعًا إلى المتحف المصري الكبير.
وأفاد سليم، بأن مدينة هيراكليون، كانت تعتبر أكبر ميناء لمصر على ساحل البحر المتوسط قبل أن يؤسس الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية عام 331 قبل الميلاد وتسببت الزلازل التي ضربت البلاد قديمًا في غرق المدينة بالكامل تحت سطح البحر، وقد تمت إعادة اكتشافها عام 2000م.
وأكمل أنه في ميناء مدينة هيراكليون، تم اكتشاف ما يفوق 73 حطام سفينة بعض منها بحمولات كاملة، غارقة في المنطقة، وعدد من الحواجز الخرسانية لرصيف الميناء مغمور أسفل مياه البحر، فالمدينة احتفظت على مر العصور بأهميتها الاقتصادية حتى عصر الإسكندر الأكبر لتتحول الأهمية الاقتصادية إلى الميناء الشرقي والذي تم إنشاؤه في العصر البطلمي، ولكن المدينة ظلت محتفظة بمكانتها الدينية لاحتضانها أكثر من معبد أحدثها معبد أفروديت الأثري المكتشف مؤخرًا.
أوضح سليم أن معبد أفروديت الأثري الغارق بخليج أبي قير، المعبد يعود للقرن الخامس، دلالته كونه معبدًا يونانيًا في دولة مصرية متأخرة، حيث كان يخص الجالية اليونانية أثناء تواجدها آنذاك، واكتشافه الآن يطور طموحنا في العثور على غيرها من الاكتشافات الأثرية الغارقة أسفل بحر الإسكندرية.
تفاصيل الاكتشافات الأثرية
وأشار فرانك جوديو رئيس المعهد الأوروبي للآثار البحرية إلى ن البعثة عثرت أيضًا على المنطقة التي كان يخزن بها القرابين والنذور والعناصر الثمينة بمعبد آمون الغربي، وهي عبارة عن مجموعة من الحلي الذهبية من أقراط على شكل رأس أسد، وعين واجيت، ودلاية، وأوانٍ من المرمر كانت تستخدم لتخزين العطور ومراهم التجميل، بالإضافة إلى مجموعة من الأطباق الطقسية المصنوعة من الفضة، والتي كانت تستخدم في الطقوس الدينية والجنائزية، وقبضة يد نذرية من الحجر الجيري وإبريق على شكل بطة من البرونز.