اجتماع المصالح.. ماذا وراء لقاء نتنياهو وأردوغان على هامش الأمم المتحدة؟
بعد أن شكلت منصة الأمم المتحدة مكاناً لتبادل التصريحات شديدة اللهجة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أصبحت الآن مكاناً لترميم العلاقات والدفع بها وفتح صفحة جديدة بين تركيا وإسرائيل، وذلك بعد لقاءهما أمس الثلاثاء في نيويورك.
هذه هي السنة الثانية على التوالي التي يلتقي فيها أردوغان مع رئيس وزراء إسرائيلي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن في العام الماضي كان رئيس الوزراء هو يائير لابيد بينما هذ العام سيلتقي "نتنياهو" والذي يمكن وصف العداء بينهم بأنه كان شخصياً بدرجة ما.
اجتماع المصالح
إن اجتماع "أردوغان"، و"نتنياهو" معًا في نيويورك يؤكد أن المصالح لها الأسبقية في العلاقات الدولية، حتى عندما يكون لدى الزعيمين كراهية واضحة لبعضهما البعض.
هناك عدة أسباب تجعل إسرائيل مهتمة بعلاقات أقوى مع تركيا، على الرغم من خطابات أردوغان السابقة، فإسرايل ترى في تركيا "شريكا اقتصادياً رئيسياً، وكان ذلك حتى خلال ذروة التوتر بين البلدين، وأيضاً تنظر إسرائيل إلى تركيا كلاعب مهم في سوريا والمنطقة الأوسع.
من ناحية أخرى، فإن العلاقات الجيدة مع تركيا هي جزء من نمط تاريخي تسعى بموجبه إسرائيل إلى إقامة علاقات وثيقة مع الدول غير العربية في المنطقة. علاوة على ذلك، فإن تحسين العلاقات مع تركيا يمكن أن يفرض ضغوطا متزايدة على حماس، التي استخدمت تركيا كقاعدة لعملياتها على مدى العقد الماضي.
بالنسبة لأردوغان، يعد تحسين العلاقات مع إسرائيل جزءًا من إصلاح جذري يقوم به لسياسة بلاده الخارجية، والتي تعتمد على إعادة ترميم العلاقات مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، هذا بالإضافة إلى المكاسب الاقتصادية من العلاقات مع إسرائيل، وخطته الهامة حول الطاقة، ورغبته في الوصول احتياطيات الغاز الطبيعي في إسرائيل. وبمجرد أن أغلقت الولايات المتحدة في عام 2022 خط أنابيب إيست ميد المؤدي من حقول الغاز الإسرائيلية عبر قبرص إلى اليونان ثم إلى إيطاليا وبقية أوروبا، كانت لدى تركيا رؤى لإعادة توجيه خط الأنابيب عبر تركيا، وهو ما من شأنه أن يعزز الاقتصاد التركي بشكل كبير.
كما أن إسرائيل تشكل جسراً في علاقة تركيا بإدارة بايدن التي تربطهما علاقة متوترة (عكس ما كانت العلاقة بين اردوغان وترامب). فيما يأمل أردوغان من خلال إصلاح العلاقات مع إسرائيل، أن يتمكن من الحصول على مساعدة المنظمات اليهودية الأمريكية في واشنطن.
وحول استفادة نتنياهو، فإن هذا اللقاء يخدم صورة نتنياهو السياسية التي تضررت مؤخراً بسبب خطوات الإصلاح القضائي التي دفع بها، ولكن هذا الاجتماع والاجتماعات الأخرى التي أجراها تمنحه الشرعية كرجل دولة، وترسل رسالة إلى الجمهور الإسرائيلي المحلي مفادها أنه لا يزال قادرًا كسب احترام المسرح العالمي.