كيف ساهمت "حروب الاستنزاف" في انتصار أكتوبر 1973؟
أيام قليلة تفاصلنا عن الاحتفال بذكرى مرور 50 عاماً على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة 1973، والتي حقق من خلالها الجيش المصري نصرا كبيرل فاق كل التوقعات على العدو الإسرائيلي، في ضربة خالدة بتاريخ الحروب، خاصة أنها جاءت عقب نكسة 1967.
مصر استفادت كثيرا من حرب الاستنزاف
وفي هذا الصدد، قال اللواء محمد الشهاوي، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، خلال لقائه عبر القناة الأولى، أن مصر استفادت كثيرا من حرب الاستنزاف قبل انتضار أكتوبر، حيث استكملت معداتها وتجهزت للمعركة، موضحاً أنه عندما حل يوم 6 أكتوبر كانت القوات المسلحة المصرية قد أعدت التخطيط والإعداد والحرب وكان إعدادا مصريا خالصا.
مراحل حرب الاستنزاف
وأضاف الشهاوي، أن حرب الاستنزاف استمرت لمدة 1000 يوم، بداية من انتهاء حرب يونيو 1967 حتى اتفاقية روجرز في عام 1970، مشيرًا إلى أن الـ1000 يوم جرى تقسيمها إلى أكثر من مرحلة، الأولى هي الصمود والتي شهدت إعداد القوات وتنفيذ أعمال التجهيز الهندسي وتجهيز المواقع الدفاعية.
وتابع أن المرحلة الثانية هي الدفاع النشط، حيث نفذت القوات المسلحة المصرية عمليات إغارة على العدو الإسرائيلي، حيث كان للحرب في هذه المرحلة هدف، وهو كسر حاجز الخوف بين الجندي المصري والإسرائيلي بعد الهزيمة القاسية في حرب 1967.
تكبيد الخسائر في صفوف إسرائيل كسر حاجز الخوف لدى المصريين
وأوضحت أن المرحلة الثالثة شهدت تكبيد العدو خسائر كبيرة وأسر وقتل عدد كبير منهم ومعرفة تجهيزاتهم الهندسية، وبدأت هذه العمليات بعدد قليل جدا بواقع فردين من كل وحدة، بعد ذلك تم زيادة هذا العدد إلى جماعة أي 10 أفراد، ثم 30 فرد أي فصيلة، حتى تم تكوين سرية بمعداتها، حتى وصلنا إلى كتيبة، وهو ما كبد خسائر طائلة في صفوف إسرائيل ورفع الروح المعنوية وكسرت حاجز الخوف لدى المصريين.
وكشف أنه ضمن في إطار خطة الخداع الاستراتيجي والتشكيك في أن العملية لن تكون مشتركة بين مصر وسوريا تم طرد الخبراء الروس وأصبحوا موجودين في سوريا، وبالتالي، ظهر أن مصر لن تتعاون مع سوريا، ومن خلال خطة الإخفاء والتدريب على العبور لسنوات العديدة تم الاستعداد لحرب أكتوبر.
حرب أكتوبر تبث في نفوس الأجيال الحالية والقادمة معنى التضحية
وأردف المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن حرب أكتوبر تبث في نفوس الأجيال الحالية والقادمة معنى التضحية والفداء، ورغم مرور 50 عاما إلا أنها لا تزال تفيض بالأسرار والفكر العسكري والتخطيط العسكري ومازالت تدرس في أكبر المعاهد والكليات العسكرية في العالم.