علماء "مجلس الفقه" يوضحون حكم الانحناء لغير الله (فيديو)
أوضح علماء مجلس الفقه خلال حلقة، اليوم الخميس، ببرنامج "لعلهم يفقهون" المذاع عبر فضائية "dmc"، حكم الإنحناء لغير الله.
وقال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن العلماء في الموسوعة الفقهية التي تعد المرجع لكل العلماء قالوا: ما جرت به العادة من خفض الرأس والإنحناء إلى حد لا يصل به إلى أقل الركوع، فلا كفر به ولا حرمة أيضًا، لكن ينبغي كراهته.. لقوله صلى الله عليه وسلم لمن قال يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له له؟ قال: لا، قال: أَفَيَلْتَزِمُهُ ويُقبِّلُهُ؟ قال: لا.. قال: فيأخذ بيده ويصافحُهُ؟ قال نعم"؛ مؤكدًا أن كل العلماء أخذوا هذا الكلام ليس على سبيل التحريم، فالنهي هنا إذا كان للتعظيم وإذا كان اعتقادًا منك أن هذا الرجل معظم عند الله عز وجل فهذا لا يجوز.
وأوضح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الإنحناء إذا كان احترامًا مثلما ننحني للوالدين كي نقبل أيديهما، فهذا يجوز.
وقال الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إن نهي النبي صلّي الله عليه وسلم على أقسام فأحيانًا يكون للتحريم، وأحيانًا يكون للكراهة، وأحيانًا أخرى يكون لخلاف الأولى، فلا يجب أن يكون أن نهي أن يحمل على التحريم، مؤكدًا أن التحريم له علّة، فإذا كان النهي هنا للحرمة فيجب أن تذكر العلة التي من أجلها حملة هذا الأمر على التحريم وما سببه.
وأوضح تمام أن هناك مشهدًا في السنة النبوية يؤكد هذا المعنى أيضًا وهو أن سيدنا النبي صلّي الله عليه وسلم قال في حيدث له: "من أحب أن يتمثل الناس له قيامًا؛ فليتبوأ مقعده من النار"، أي من يحب أن يقوم له الناس من باب التعظيم والمفاخرة والكبر فليتبوأ مقعده من النار.
وفي حديث آخر، قال الرسول صلّ الله عليه وسلم للأنصار حينما دخل عليهم الصحابي سعد بن معاذ "قوموا لسيدكم"، لافتًا إلى أنه من قواعد علم الفقه والأصول يقول الإمام الشافعي "ليس هناك تعارض بين نصوص الشرع وإنما التعارض يحدث في الذهن"، مؤكدًا أن الإنسان لم يفهم القضيتين، وبالتالي حدث التعارض عنده فقط، ولكن في حقيقة الأمر أنه ليس هناك تعارض.
وتابع: في الحديث الأول كان القيام هنا للتفاخر والتعظيم والكبر، أما في الحديث الثاني فكان من باب التوقير والاحترام لهذا الشخص، لافتًا إلى أن الإنسان إذا قام للوقوف لشخص من باب التكريم والاحترام والتوقير لأنه صاحب فضل عليه والإنسان أمر بأن يرد المسلم الفضل لأهله، فالقيام من هنا من باب التقدير والاحترام ليس فيه شيء، أما من باب التعظيم والعبادة فهو المنهي عنه.