اليوم السبت.. الكنيسة البيزنطية بمصر تحتفل بذكرى القديسة أوفيميا
تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بحلول سبت ما بعد الصليب وذكرى القديسة أوفيميّا التي ولدت في خلقيدونية، وعاشت في عهد الطاغية غاليروس. استشهدت سنة 304. في أثناء المجمع الخلقيدوني الملتئم سنة 431، لمّا اختلف آباء المجمع الأرثوذكسيون وأصحاب بدعة القائلين بطبيعة واحدة في المسيح، كتب كلٌ من الفريقين بيانًا بمعتقده ووضعه في التابوت المحتوي على جثمان القديسة أوفيميّا العظيمة في الشهداء. ولما كان الغد، فتحوا التابوت، فوجدوا قانون المعتقد الأرثوذكسي القويم في يدها، وقانون المعتقد الهرطوقي تحت أقدامها. وبذلك ثبتت الشهيدة الإيمان الأرثوذكسي مجترحة بعد الممات أعجوبة باهرة تذكرها الكتب الطقسيّة بالفخر وعرفان الجميل.
عظة الكنيسة الاحتفالية
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: اعلمْ واشهدْ يا أخانا... أنّ هنالك الكثير من الحيّات في الصحراء، وهي تقضم أفكارك المتنوّعة، أي الإهانة والنميمة والقلق والهمسات والجدل والتشهير التي تُطلق بحقّك... لكن، إن أردت الهروب منها كلّها، عليك بما فعله العبرانيّون... لقد نظروا إلى الحيّة النحاسيّة التي صنعها موسى. وكلّ مَن كان ينظر إليها كان يشفى. أنت أيضًا، عندما تعضّكَ إحدى تلك الحيّات، انظر إلى ربّنا يسوع المسيح معلّقًا على الصليب.
كيف يمكنك تثبيت عينيك عليه حين تشعر بعضّة الحيّة، أنصتْ إليه بكلمات قليلة: حين تشعر بالخزي، ثبّت عينيك عليه. لقد شعر هو أيضًا بالخزي والعار من أجلك؛ لقد وُصِف بالشيطان وبالسامري. إذًا، إن تعرّضت للإهانة أو للسخرية، ثبّت عينيك على مخلّص الكائنات: لقد سخروا منه وصفعوه وبصقوا على وجهه، كما أعطوه الخلّ والمرّ ليشرب وضربوا رأسه بقصبة.
إذا هاجمتك إحدى أفكار المجد الباطل بسبب رِفعة مستوى خدماتك، تذكّر كلمات الربّ الذي قال: "وهكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه"، ومن ناحية أخرى، إن أهين أخاك أمام عينيك بسبب ضعفه، ثبّت نظرك على مَن كان يظهر تضامنًا مع الخطأة وجباة الضرائب والزانيات لاستقطابهم إلى معرفته أكثر من الصالحين الذين لا يحتاجون إلى توبة وكذلك حين ترهقك الشهوات الطبيعيّة والشياطين، ثبّت نظرك عليه ممدّدًا على الصليب.
تأمّل بلا انقطاع بهذه الأشياء في قلبك وسيزول سمّ الحيّات من قلبك. من خلال صلبه، أصبح الرّب يسوع أقرب إليك ممّا كانت الحيّة النحاسيّة بالنسبة إلى اليهود: فهو يسكن في قلبك، وفي الطيّات السريّة لنفسك حيث يشعّ نور وجهه المجيد.