تبرع بالدم والمواد الغذائية.. كارثة الزلزال تظهر المعدن الأصيل للمغاربة
يواصل المغرب عمليات البحث عن ناجين من زلزال منطقة الحوز، في حين بلغ عدد الضحايا نحو 3000 بينما وصل عدد الجرحى إلى 5000.
وتستخدم السلطات المغربية طائرات مروحية ومسيرات وأعدادًا كبيرة من عناصر الجيش لتنفيذ عمليات الإنقاذ والإسعاف وتقديم الإمدادات الأساسية في مناطق جبلية منكوبة.
مخابز متنقلة
وزود الجيش المغربي المناطق المتضررة من الزلزال بمخابز متنقلة ضخمة، في خضم الجهود المبذولة لتخفيف آثار فاجعة زلزال الحوز على المتضررين، إلى جانب زملائهم في الميدان ممن يشرفون على عمليات الإنقاذ وتوزيع المساعدات بالطائرات، شمر رجال من القوات المسلحة، عن سواعدهم لإعداد الخبز لنساء ورجال وأطفال المناطق المنكوبة.
ولقيت مبادرة الجيش استحسانًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أشاد المتابعون بهذه المبادرة الإنسانية التي تأتي لتعزز دور القوات المسلحة في المناطق المتضررة، إلى جانب جهودها الأخرى في سبيل تخفيف وطأة الفاجعة.
مصر تعلن الحداد
أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي الحداد ثلاثة أيام في البلاد تضامنًا مع ضحايا الزلزال في المغرب والفيضانات في ليبيا.
وقال الكاتب الصحفي المغربي سامي جولال، إن مختلف مكونات المملكة المغربية، وعلى رأسها الملك محمد السادس، من حكومة، وقوات مسلحة ملكية، وسلطات محلية، ومصالح حفظ النظام، وفرق الوقاية المدنية، وطبعًا الشعب، تكاتفت لتجاوز هذه المحنة.
وأضاف جولال لـ"الدستور"، أن الدولة المغربية تعاملت مع هذه الكارثة، وبناءً على تعليمات الملك، الذي تتبع الأمور منذ اللحظات الأولى التي أعقبت الزلزال، وجرى اتخاذ مجموعة من الإجراءات، من أجل التعامل السريع، تتمثل في تعزيز الوسائل وفرق البحث والإنقاذ، بهدف تسريع عملية إنقاذ وإجلاء الجرحى، وتزويد المناطق المتضررة بالماء الصالح للشرب، وتوزيع حصص غذائية وخيام وأغطية على المنكوبين، والاستئناف السريع للخدمات العمومية.
وتابع بقوله: في اليوم التالي لوقوع الزلزال، ترأس الملك، يرافقه ولي العهد الأمير الحسن، في القصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خُصصت لبحث الوضع في أعقاب الزلزال، وشهدت إطلاعه من قِبل المسئولين على تفاصيل إجراءات التعامل السريع، التي جرى اتخاذها، كما أعطى الملك تعليماته لمواصلة أعمال الإنقاذ بشكل عاجل على الصعيد الميداني، وحث على القيام بمجموعة من الإجراءات الهادفة إلى دعم ومساندة ورعاية سكان المناطق المتضررة، كما قام الملك، الثلاثاء، بزيارة المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس في مدينة مراكش، حيث تفقد الحالة الصحية للمصابين، وتبرع بالدم.
وتواصل السلطات المغربية جهودها، مدعومة بفرق البحث والإنقاذ، التي أرسلتها دول الإمارات العربية المتحدة، وقطر، وإسبانيا، والمملكة المتحدة، لإنقاذ وإجلاء الجرحى، والتكفل بالمصابين من الضحايا، وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال، معبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.
تضامن شعبي
وأشار "جولال" إلى أنه على المستوى الشعبي، فقد أظهر المغاربة تضامنًا شعبيًا وتآزرًا كبيرين تجاه إخوتهم في المناطق المتضررة. وصحيح أن هذه الفاجعة هزت قلوبنا، لكنها أبانت، في المقابل، من جديد عن تلاحمنا في أوقات الشدة والأزمات، وعن المعدن الأصيل للشعب المغربي.
ودلل على ذلك بالقول: انتشرت مقاطع فيديو، وصور، توثق إقبال المغاربة بشكل كبير على التبرع بالدم للمصابين، وازدحام أسواق ممتازة بمغاربة يقتنون سلعًا متنوعة، لإرسالها إلى سكان المناطق المتضررة، وأيضًا تفاعلهم الكبير مع مبادرات جمع التبرعات والمساعدات، التي أطلقتها جمعيات وكذلك أفراد، إذ توافدوا، وما زالوا يتوافدون، بأعداد كبيرة، على الأماكن المخصصة للتبرع. ولم يقتصر تقديم التبرعات والمساعدات على مغاربة الداخل، بل شمل أيضًا مغاربة المهجر.
مساعدات دولية
وفيما يتعلق بقبول المملكة المغربية مساعدات دول الإمارات العربية المتحدة، وقطر، وإسبانيا، والمملكة المتحدة، وعدم استجابتها لعروض دول أخرى أعلنت عن استعدادها للمساعدة، فقد عبر الملك، خلال جلسة العمل التي ترأسها، عن شكر المملكة للبلدان الصديقة والشقيقة، التي أبدت تضامنها مع الشعب المغربي، والتي أكدت العديد منها استعدادها لتقديم المساعدة في هذه الظروف الاستثنائية.
وأوضح أن السلطات المغربية أجرت تقييمًا دقيقًا للاحتياجات في الميدان، واستجابت في هذه المرحلة لعروض الدعم، التي قدمتها الدول الأربع المذكورة، التي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ، ويمكن مع تقدم عمليات التدخل أن يتطور تقييم الاحتياجات المحتملة، مما قد يؤدي إلى اللجوء إلى عروض الدعم المقدمة من دول أخرى صديقة، حسب احتياجات كل مرحلة على حدة، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية المغربية.