قبل بدء الدراسة.. خطة الدولة لسد عجز قلة أعداد المدرسين
تعاني الكثير من المدارس بمختلف المحافظات من وجود عجز كبير في أعداد المعلمين، الذي يفترض توافرهم بشكل يناسب مع أعداد الطلاب المتواجدين في تلك المدارس، لذا تحاول الوزارة جاهدة سد هذا العجز من خلال عدد من السُبل، خاصة ونحن على أعتاب سنة دراسية جديدة.
المعلمون الذين اجتازوا اختبارات مسابقة الـ30 ألف معلم، يشكلون القوام الأساسي الذي لجأت إليه وزارة التربية والتعليم بحسب بيان لها، حيث حددت الوزارة عددا لا بأس به من الضوابط التي وجب تحديها والعمل بناء عليها قبل الدخول في عام دراسي جديد.
المعلمون الجدد الذين فازوا في مسابقة الـ30 ألف معلم، ليسوا وحدهم من اعتمدت عليهم الوزارة في سد العجز الخاص بالمدرسين وإنما لجأت الوزارة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي بالاستعانة بخريجي الجامعات الذين يؤدون الخدمة العامة، وكذلك تعيين معلمين بالحصة وفقا للضوابط المحددة.
وكيل تعليم الغربية يتفقد مدارس إدارة غرب طنطا
تجربة مسابقات الـ30 ألف معلم:
قبل ثلاثة أعوام تقدمت حنان السعيد إلى المسابقة التي طرحتها وزارة التربية والتعليم ، حيث تخرجت في جامعة الأزهر عام 2017، بعد أن درست خلال أربع سنوات بها الفلسفة إلى جانب المواد الشرعية الأخرى.
تقول حنان لـ"الدستور"، إنه عندما نمى إلى علمها بوجود هذه المسابقة في البداية تمنت لو أن لها مكانا، معتقدة أنها مقتصرة على خريجي الجامعات التابعة لوزارة التربية والتعليم، تغير كل هذا الشعور عندما عرفت شروط المسابقة وتأكدت أنه بتجاوز بعض من الاختبارات والمعادلات يمكنها في النهاية الالتحاق بالمسابقة.
خاضت حنان الطريق حتى أصبحت واحدة من ضمن الـ36 ألف معلم الذين وقع عليهم الاختيار، من أصل أكثر من 250 ألف متقدم، وبعد وقت قصير تم تعيينها في المدرسة الثانوية القريبة من منزلها في مدينتها الصغيرة بمحافظة الدقهلية.
فرحة حنان بالتعيين لم تكتمل، فقد كانت تجربة مؤقتة لمدة شهرين، حصلت خلال كل شهر فيهما على مبلغ 1100 جنيه، ثم توقفت تمامًا عن العمل، ومنذ العام 2020 وحتى اليوم لا تزال "حنان" تحلم بتجربة التحاق جديدة.
رئيس جامعة المنوفية: الخطة الاستراتيجية للجامعة تستهدف ربط التعليم بالتنمية المستدامة
منة الله صالح، تخرجت في كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية، حاولت منذ تخرجها في العام قبل الماضي، التفتيش عن فرصة عمل جديدة، حتى استطاعت بالفعل الحصول على وظفية للعمل كمدرسة في إحدى المدارس الخاصة، لكن دب الشك في قلبها عندما علمت أن العمل بدون تأمين، ما يعني أنه بأي وقت من الأوقات يمكن أن تتخلى المدرسة عن خدمتها وتصبح بلا وظيفة.
بحسب رواية منة الله لـ"الدستور" فإنها قررت على الفور التخلي عن مكانها المؤقت غير المضمون بالمدرسة الخاصة، والبحث على أي سبيل للالتحاق بإحدى المدارس الحكومية حتى لو كان الأمر تطوعيًا أو بأجر رمزي في البداية.
الطريق التي سلكتها منة للوصول إلى هذه الوظيفة كانت من خلال أداءها الخدمة العامة، لتكون فيما بعد من المجموعة الأولى التي يحق لها الالتحاق بالمدارس مع زملائها الفائزين في مسابقة الـ30 ألف معلم.
لم يحسم أمر منة الله بعد، فهي لا تزال تنتظر قرار الوزارة بشأنها ومع قرب بداية الدراسة يمكن أن تعرف على وجه التحديد إن كانت التحقت بإحدى المدارس وتبدأ في ممارسة دورها كمدرسة للغة الإنجليزية، أم أن سعيد الحظ آخر نال هذه الفرصة، وتنتظر هي فرصة أخرى في العام القادم.