حدث في مثل هذا اليوم.. تدشين وتجديد هيكل قيامة المسيح المقدّسة
تحتفل كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك اليوم بذكرى تدشين وتجديد هيكل قيامة المسيح المقدّسة، وتقول نشرة الكنيسة التعريفية بالعيد إن كنيسة القيامة في القدس الشريف بناها الملك قسطنطين الكبير شكراً لله على السلام الديني الذي عقب المجمع النيقاوي الاول سنة 325، بعد الاضطرابات التي قامت في الإمبراطورية على أثر ظهور بدعة آريوس. وكان على رأس كنيسة اورشليم آنذاك الاسقف مكاريوس.
مواصفاتها
شاد قسطنطين كنيسة فخمة، تقسمها أربعة صفوف من الاعمدة إلى خمسة أسواق، كما هي كنيسة المهد في بيت لحم التي لا تزال حتى اليوم، وهي معاصرة لكنيسة القيامة. وقد اختار الامبراطور لتدشين كنيسة اليوم الثالث عشر من أيلول، لكي يقضي على عيد وثني كان يحتفل به في ذلك اليوم تذكاراً لتدشين هيكل جوبتر على جبل الكابيتول في روما. تمَّ تدشين الكنيسة في 13 سبتمبر سنة 335، وبقيت موضوع دهش زوار المدينة المقدسة وإعجابهم حتى 4 مايو سنة 614، حيث احرقت بالنار وانقلبت إلى كومة من الرماد المدخّن، يوم سقطت اورشليم تحت ضربة الجيوش الفارسية، التي رجعت إلى بلادها حاملة عود الصليب الكريم. فقام رئيس الدير الملاصق للكنيسة، مودستوس، ورفع على الانقاض قدر ما استطاع كنيسة جديدة للقيامة. وكان بطريرك اورشليم يومئذٍ، زكريا، اسيراُ في فارس. وفي سنة 628، تغلب الامبراطور هرقليوس على كسرى ملك فارس، وأعاد إلى المدينة المقدسة عود الصليب الكريم.
وفي سنة 638، دخلت أورشليم جيوش الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب. فزار الخليفة القبر المقدس، واتخذ تجاه المسيحيين سياسة الحرية الدينية. وفي القرن العاشر اقيم مسجد قرب كنيسة القيامة لتخليد ذكرى زيارته لقبر المسيح.
وتعاقب الخلفاء والحكّام وتعاقب على كنيسة القيامة، بحسب السياسة الدينية التي سلكها كل منهم، أطوار سلام واحترام ، وأعيد بناء الكنيسة، ثم هدمت من جديد سنة 1034 على أثر هزة أرضية. فعاد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين مونوماكوس فشادها على نفقته سنة 1042، لكنها عادت فتهدمت أيضاً على أثر هزة أرضية ثانية. ثم بنيت سنة 1105، وهي لا تزال إلى يومنا ، أَقلّه في خطوطها الهندسية الكبرى، تضمّ بين جدرانها ممثّلي الطقس البيزنطي والأرمني والقبطي واللاتيني. ويؤمها حجاج الأرض المقدسة من أطراف الارض الأربعة، يحيون في نفوسهم سر فِداء البشرية ومحبة المخلّص لها.