سيد درويش.. كائن لا تحتمل دمعته (بودكاست)
أنا كل شيء وعكسه، الفرحة والحزن، الضحكة على الشفاة والدمعة على الخد، فقير المال وغني القلب والمشاعر، أسرتي هي كل عالمي، أبي كان بحارًا فقيرا وكان أيضا صانع كراس خشبية، أمي، طيبة القلب، اسمها «ملوك»، أحببتها حبا جما، ظلت تسكن قلبي، ولديّ أيضا شقيقتان، زهرتان في حياتي.
تعلمت القراءة والكتابة في الكتاب، وحفظت أجزاء من القرآن الكريم، حينها لاحظ الشيخ حلاوة صوتي، فعلمني العديد من الأناشيد والمدائح، وصرت أركض خلف المداحين والمنشدين في الموالد، أحفظ ما ينشدون من قصائد، وصرت أقلد غناءهم، كنت أطرب كل من يستمع إليّ، والكل يهتف: الله الله يا شيخ سيد.
أصدقائي المستمعين، تستمعون إليّ وأنا أتحدث معكم بلسان سيد درويش، الرجل الذي ملأ الدنيا غناء، واحتار كل الناس في فهم شخصيته.
في حلقة اليوم، نبحر في محيط هذه الشخصية المحيرة، كيف نشأ والتحم مع الناس، حتى صار صوت الشارع وصوت البسطاء والصنايعية، وصار أيضا صوت الوطن المدافع عنه ضد المحتل وأعوانه، مناديا باستقلال بلاده وبحرية شعبه.. هذا "بودكاست شخصيات" قلقة من "الدستور" وأنا محمد هشام.