مجرد تاريخ لإحيائه.. أحداث 11 سبتمبر فى عيون الأجيال الأمريكية الجديدة

في الذكرى الـ22 لهجمات 11 سبتمبر التي تحل اليوم الإثنين، قام المراسل الصحفي جافين ماكنتاير بالكشف عن ماذا تمثل تلك الأحداث للأجيال الجديدة من الشعب الأمريكي خاصة العسكريين الجدد من قوات مشاة البحرية "المارينز"؟، وذلك في تحقيق لافت بثته الإذاعة الوطنية العامة "إن بي آر" الأمريكية.

مجرد تاريخ لإحيائه

وأكد الصحفي ماكنتاير بعد مقابلات قام بها مع عسكريين جدد من المارينز وهو أهم سلاح في الجيش الأمريكي خلال زيارته لمستودع تجنيد مشاة البحرية في جزيرة باريس في مقاطعة بوفورت، ساوث كارولينا، أنه بالنسبة للعديد من الأمريكيين، أصبح يوم 11 سبتمبر مجرد تاريخ لإيحائه، مثل السابع من ديسمبر بهجمات بيرل هاربور، وحتى الكليات الحربية العسكرية الأمريكية تمضي قدما في مسارات مختلفة، حيث لا يدور الحديث عن أحداث 11 سبتمبر والغزو اللاحق لأفغانستان والدروس المستفادة، بل عن الصين وروسيا والأسلحة الجديدة المطلوبة.

وكشف كارتر مالكاسيان، الذي يرأس قسم التحليل الدفاعي في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري بولاية كاليفورنيا، ومؤلف كتاب "الحرب الأمريكية في أفغانستان: تاريخ"، خلال لقائه ماكنتاير، عن أن أحداث 11 سبتمبر لا يتم الحديث عنها كثيرًا بشكل مباشر، على الرغم من وجود شعور قوي إلى حد ما، وحتى الفخر، بأن القوات المسلحة قامت بحماية أمريكا من الإرهاب بعد 11 سبتمبر.

ممارسة النسيان

وقال مالكاسيان إن هناك اعترافا بين الجميع تقريبا من مختلف الرتب والمناصب المدنية بأننا جميعا بحاجة إلى التركيز على الصين وروسيا. وسواء أكان ذلك صحيحا أم خطأ، يمكن القول إننا نمر بممارسة النسيان.

ومن جهته اعترف بيتر فيفر، الذي يدرس العلوم السياسية في جامعة ديوك ويركز على القضايا العسكرية، عبّر عن الأمر بهذه الطريقة: "شعوري هو بالنسبة لطلابي الجدد- وبالتالي بالنسبة لأولئك الذين يدخلون الخدمة العسكرية أيضًا- أن أحداث 11 سبتمبر تبدو تاريخية ومثل جدار برلين، أو أزمة الصواريخ الكوبية، أو بيرل هاربور. لقد تم تدريسها ولكن لا يتم الشعور بها".

وقال فيفر إن العديد من المدارس الثانوية، وحتى الكليات، تكافح من أجل تدريس الحرب العالمية على الإرهاب بطريقة متوازنة وغنية بالمعلومات، لذلك لا تتم معالجة الأسئلة الصعبة المتعلقة بما حدث من صواب وما هو خطأ، وقال: "أعتقد أن مؤسساتنا لا ترى فائدة تذكر من ذلك وتفضل التركيز على التهديدات المستقبلية، فالمجندون لا يلتحقون لمحاربة الإرهابيين، مثل أسلافهم الذين انضموا إلى موجة من الغضب والوطنية لخوض الحرب". 

أحداث 11 سبتمبر تتلاشى الذاكرة الجمعية للأمريكان

وختم ماكنتاير تقريره قائلا إنه على الرغم من أن يوم 11 سبتمبر 2001 كان يومًا قاسيًا وقاسيًا بالنسبة للأمريكيين الذين شاهدوا انهيار البرجين التوأمين، واحتراق البنتاجون، واصطدام طائرة متجهة إلى مبنى الكابيتول الأمريكي بحقل بنسلفانيا، وموت أكثر من 3000 شخص. لكن الهجمات الإرهابية تتلاشى الآن داخل الذامرة الجمعية للأمريكان، فكل هؤلاء المجندين الجدد في سلاح المارينز ولدوا بعد عدة سنوات من هجمات 11 سبتمبر، حتى رؤسائهم لديهم ذكريات غامضة عن ذلك الصباح.