فى مئوية رحيله.. سيد درويش خالد فى قلوب محبيه.. وأهالى كوم الدكة يحيون تراثه
100عام مرّت على رحيل فنان الشعب سيد درويش، وما زالت ألحانه تعيش في وجدان المصريين ويتغني بها جيل بعد جيل، فالفنان الذي ننشد بواحد من أشهر ألحانه "بلادي بلادي" في كل محفل محلى وعالمي.
هو ذات الفنان الذي ولد ونشأ في حي شعبي بسيط بمدينة الإسكندرية واستمد إلهامه وألحانه وعبقرية موسيقاه من الشارع المصري ليكون مجدد الفن والموسيقى وخالد الذكر.
مع حلول مئوية رحيل فنان الشعب سيد درويش، والتي توافق 10سبتمبر، يتجدد الحديث عن تراث سيد درويش، وكيفية إحيائه، وكيف تحتفي الإسكندرية بباعث النهضة الموسيقية في مصر.
أهالي كوم الدكة بنظمون احتفالية كل عام لإحياء تراثه
حكاوي سيد درويش والحديث عنه وعزف وغناء ألحانه لا يمل منه أهالي منطقة كوم الدكة مسقط رأس سيد درويش فالجميع كبير وصغير يعشق هذا الفنان الذي خرج من الحارة الصغيرة لتشق ألحانه سماء الوطن العربي بأكمله، وتعبيرًا عن هذا الحب يقام سنويًا احتفالية لإحياء ذكرى سيد درويش.
وقال محمد إبراهيم، رئيس جمعية أهالي كوم الدكة للتنمية إن الحفاظ على تراث سيد درويش وتعليمه للجيل الجديد شىء يحرص عليه أهالي كوم الدكة، وهو الهدف التي تتبناه الجمعية لتنمية الحي الشعبي، وحفظ تراثه الحي، والذي من بينه تراث الفن المصري الأصيل وتاريخ وفن الشيخ سيد درويش، مشيرًا أنهم يحرصوا على الحفاظ على هذا التراث من خلال إحياء ذكرى خالد الذكر سيد درويش في احتفالية تقام كل عام في ذكرى ميلاده ووفاته.
أضاف لـ"الدستور" أن كل عام يتم تنظيم احتفالية شعبية أمام مقر الجمعية، وبجوار السلالم الهرمية بالحى التي تم تزينها لتكون بشكل السلالم الموسيقية، لتكون بشكل تراثي يليق بتراث وفن الشيخ سيد درويش، لافتًا أن قبل سنوات طويلة كانت تقام هذه الاحتفالية في ساحة تسمى ساحة البربري بالحي.
وتابع أن الأوبرا تنظم احتفالية كبرى بمناسبة مئوية فنان الشعب من خلال عدة فعاليات بمسرح سيد درويش، أوبرا الإسكندرية والتي تتضمن احتفالية لفرقة محمد حسن درويش حفيد سيد درويش من عائلة القاهرة.
وأوضح أن أهالي كوم الدكة تعشق سيد درويش، وتنتمي إليه، وتعيش على ألحانه، والكبار يحرصوا على تعريف الأطفال بسيد درويش، ومشاركتهم في إقامة حفلات غنائية نحيي فيها تراثه الغنائي، لافتًا أن سيد درويش ليس ملحنا فقط، بل كان يكتب أغاني ورجل مسرح وسياسي واجتماعي، فهو هرم من أهرام مصر، وهو مجدد الموسيقى وصانع ومبدع الموسيقى العربية، وملحن النشيد الوطني.
◘ منزل سيد درويش لم ينجو من عوامل الزمن
وعن منزل سيد درويش أوضح" إبراهيم" أن المنزل الموجود بكوم الدكة هو ليس لسيد درويش، بل هو منزل والده، والذي كان مستأجرا إحدى الشقق الصغيرة به، وهو المنزل الذي ولد به سيد درويش، ومع عوامل الزمن، هُدم المنزل وأصبح أرضا فضاء تملكها إحدى العائلات بكوم الدكة، وهي ليست ملكًا لسيد درويش، مشيرًا إلى أنه شىء نفتخر به أن سيد درويش ووالده من عائلة فقيرة من عامة الشعب، كانوا يسكنون بالإيجار.
وتابع أن كل مكان كان يتواجد به سيد درويش هو تراث، فكان يجلس سيد درويش على مقهى بورصة العمال، ومقهى منعم، والذي تحول اسمه بعد ذلك لـ"قهوة الشيخ سيد درويش"، والتي أمامها ساحة كبيرة يتجمع بها الأهالي.
◘ دعوات لإنشاء بيت فنى باسم فنان الشعب
أشار إلى أنه يجب أن يكون لدينا مركز فني إبداعي باسم سيد درويش يطلق عليه "البيت الفني للشيخ سيد درويش"، ويكون به جميع ألوان الفن، ويفضل أن يكون في المكان الذي ولد وعاش فيه، حيث توجد مساحة كبيرة لمنازل مهدمة بجوار موقع منزل سيد درويش ويمكن أن تستغل هذه المساحة لبناء هذا المركز الذي يدعو إليه جميع محبي سيد درويش والفن، ويكون ذلك على خطى التطوير الذي تشهده مصر في ظل الجمهورية الجديدة.
◘ تمسك أهل الحي بتراث سيد درويش
وعبر أحمد السيد 65 عامًا، عن حبه لسيد درويش بغناء مقطوعة من أغانيه" يا عشاق النبي صلوا على جماله" مشيرًا إلى أن أهالي حي كوم الدكة تربوا على غناء سيد درويش وشبوا على سماح الأحاديث التي كانت تروى عنه، وهو ما جعل هناك تمسكا من أبناء الحي بتراث فنان الشعب؛ جيل يروي لجيل ويجتمع المحبون من كل أنحاء الإسكندرية ومن خارج المحافظة أيضًا في احتفالية سيد درويش كل عام.
أضاف لـ"الدستور" في الاحتفالية نجد جميع الفنون من الشعر والغناء والعزف، والرسم، لذا نجد جميع حوائط كوم الدكة مزينة بصور فنان الشعب الذي يعشقه الصغير قبل الكبير، ونعيش على سيرته وذكراه وتتربع موسيقاه على عرش قلوبنا.