دكر كحول
أختار كلمات لعنوان المقال يكون لها تعبير مباشر عن فئة ضالة تعيش بيننا فى المجتمع، من أشباه الرجال مثلما كتبت فى مقالاتى السابقة.
بدأت بـ"دكر عويل"، وآخرهم كان "دكر شرغوش"، واليوم أضيف إلى سلسلة أشباه الرجال "دكر كحول". الذى هو أيضًا نتاج موروثات معقدة ومركبة، وقصدت ألا أصفه بالرجل لأنه فى كل الأحوال لا يندرح تحت مفهوم الرجل بما يحمله ذلك المفهوم من معنى المسئولية والشرف والإنسانية.
"الدكر الكحول" يحمل الكثير من الألقاب داخل المجتمع، ففى مجتمع المعلمين من التجار والمناطق الشعبية والأسواق المخصصة والشوادر وقعدات الصلح العرفى التى تنصب بالأربع حدايد، يطلقون عليه "ليفة" أو دكر ليفة.
وفى مجتمع "المعمار والبناء المخالف وغير المخالف والمحلات التجارية والمخالفة ومصانع بير السلم، وأيضا فى مجتمع العوالم والكباريهات والديسكو والكافيهات بجميع درجاتها يطلقون عليه "الحبسجى" متعدد الطلقات.
وفى مجتمع المثقفين والفنانين والنخبة، يطلقون عليه "براية" أو "أستيكة" حسب العمل والمطلوب.
وفى مجتمع الساسة والسياسية والسياحة والفلوس المرتاحة، يطلقون عليه "تانجو" برقصة سامبا.
وفى مجتمع "المال والأعمال" يستخدمه الحيتان الكبار؛ ليصنعوا لنا الكحول ببرواز جديد ليكون مجرد وجه للعديد من المشاريع والشركات المحلية وربما العالمية.
"الدكر الكحول" هو النوع الأخطر على الإطلاق، هو نوع خارج عن المألوف يتوغل داخل جميع طبقات المجتمعات الراقية والمجتمعات المتوسطة. وتكون المرأة أيضًا فى مرمى أهدافه؛ لأنها الحلقة الأضعف فى هذا المجتمع الذكورى الرجعى والمتخلف، فيلعب فى الكثير من الأحيان أدوارًا إجرامية خطيرة، مثل دور الوسيط الكومبارس حسبما يطلب صاحب المال والأعمال الحقيقى لتحقيق رغباته الشاذة ونزواته الفاسدة.
يقتنص الوسيط الكومبارس الوكيل الحصرى للدكر الكحول سرقة فرحة مقتبل العمر للفتيات، سواء الصغيرات أو حديثات التخرج، ليقدمهن كوجبة شهية للحيتان الكبيرة، الذين وصل بعضهم لدرجة تصنيفه ضمن نجوم المجتمع.
جميع الشخصيات السابقة بكل ما تحمله من صفات سلبية، وما تتميز به من رغبات غير إنسانية، تتحمل المسئولية، بعد أن أعلنوا صراحة نبأ وفاة ضميرهم، الذى هو فى الأصل معدوم.
إنهم فئة معدومة الضمير والكرامة والعقل والفكر. فئة باعت نفسها فى صفقة غير معلنة مع الشيطان دون احتياج لوجود شهود على البيع.
نقطة ومن أول الصبر..
جميعنا قد ننتظر الفرصة لإثبات الذات أو لتحسين الحال والعباد والبلاد.
ما زال بعضنا ينتظر فرصة لإثبات نفسه، مثلما ينتظر البعض الآخر أعلى رقم يصل إليه المزاد ليبيع نفسه.. وتناسوا أنه مهما ارتفع السعر، هو ثمن بخس أمام الاحتفاظ بعزة النفس والكرامة مهما كانت التحديات.
أحذروا من الدكر الكحول فى العمل والحياة.
الدكر الكحول عار.
الدكر الليفة عار.
الدكر البراية عار.
الدكر الأستيكة عار.
الدكر التانجو عار.
العقلية الذكورية عار.