شرارة بدأتها نساء إيران
منذ سبتمبر 2022، وشعب إيران يخوض ثورة شعبية حقيقية، دون توقف، ضد نظام ولاية الفقيه، ونظام الملالى، الذى حكم إيران بالإسلام الشيعى بقيادة آية الله الخمينى، الذى ساندته ودعمته أمريكا، ليعود سالمًا من منفاه فى باريس الى طهران، ويقفز على الثورة الشعبية ضد ملكية الشاه محمد رضا بهلوى. وإذ به يستولى على الحكم فى 11 فبراير 1979، بدعم من التيارات القومية والليبرالية والاشتراكية واليسارية، على رأسها مجاهدى خلق، تلك المقاومة الشرسة المنظمة الفدائية الجسورة الدءوبة، والتى فقدت مئات الآلاف من الشهيدات والشهداء. ومنذ تولى الخمينى الحكم وأصبح المرشد العام، وأعلن الجمهورية الإسلامية الشيعية، بدأ سلسلة لم تتوقف حتى الآن، من القمع والاغتيالات والتعذيب والتهديد بالإعدام والمطاردة، لكل منْ ساعدوه ودعموه، ومنْ يظهر معارضة ولو سلمية للنظام.
شرارة أطلقتها النساء بخلع وحرق الحجاب خاصة بعد موت مهسا أمينى، فى 16 سبتمبر 2022، ضحية تعذيب شرطة الأخلاق. وامتدت الثورة والانتفاضات والإضرابات والاعتصامات، والاحتجاجات فى كل إيران، ويتعرض الكثيرون منهم يوميًا إلى القتل والاعدام، والابتزاز.
جميل، أن نرى شعبًا ينتفض بلا توقف، ويحقق رغم حجب الإنترنت والمطاردة والإعدام وسفك الدماء والحرائق والترويع، انتصارات متتالية ضد نظام الملالى وولاية الفقيه. فقد توقف العمل بشرطة الأخلاق التى قهرت النساء الإيرانيات بفرض الحجاب، ومعاملتهن كالمعاقات فكرًا، وعقلًا، «حريم» منزوعات الحرية، مملوكات للذكور. وكل يوم تزيد الإدانات الدولية ضد نظام إيران، وتحصل المقاومة الشعبية على الدعم من دول وجهات مختلفة. تحية كبيرة للشعب الإيرانى، رجالًا ونساءً وشبابًا، الذى لا يزال يناضل من أجل الحرية، وتطهير أرضه من النظام الفاشى الملتحف بالدين.
********
- سأسافر إلى «البحر» الفيروزى، لون الشجن الممتع، واللون
الأزرق، لون الحزن المشتاق الى مزيد من الآهات.
دائما «البحر»، ينتظرنى كل عام، فى منتصف «سبتمبر».
يهيئ لى جو التأمل، والكتابة، والبكاء الهادئ، وانكسار الأمواج
التى لا يكسرها أحد.
على صفحة «الماء، أو على صفحة الورق»، أسبح ضد التيار.
يشتد التيار، فتصبح السباحة، والكتابة، أكثر إمتاعًا.
يعاندنى التيار، يخيفنى بالدوامات، يسحبنى بعيدًا عن الشاطئ.
يحرض ضدى، العشب، والأسماك، والصخور، والعيون المتطفلة.
عاشقة أنا للسباحة، إلى حد الهوس، وأمارسها يوميًا، على مدار العام.
ويدفعنى هذا العشق، والهوس، لإيجاد علاقة ما، بين تدفق
الماء، وتدفق الكلمات؟
قبل إقامة صداقة، مع أى شخص، امرأة، كان أو رجلًا، أسأله:
هل تجيد السباحة؟. هل أنت فى تواصل دائم، مع الماء؟. هل تثقفت على
أمواج البحر؟. ولهذا السبب، ليس عندى أصدقاء.
أؤمن مثل الفيلسوف اليونانى، «طاليس» 624- 546 قبل الميلاد، بأن الماء، هو أصل كل الأشياء، والجوهر منه خُلقت الأرض،
والسماء. ليست مصادفة، أن نسبة الماء فى جسم الإنسان، هى النسبة نفسها للماء على كوكب الأرض، ثلاثة أرباع.
لا ينتابنى شك، فى أن مأساة البشر، تكمن فى ابتعادهم عن قيم، وأخلاقيات الماء «أصل الحياة».
كيف يرتقى البشر، وهو منفصلون عن أصل الحياة؟.
الناس مؤرقون بالبحث عن الفلوس، والنفوذ، والسيطرة، والتملك.
ليس لديهم، الوقت، أو الفلسفة، للبحث عن أصل الحياة.
أكثر من خمسين عامًا، ونحن نستهلك حضارة الصحراء. حضارة غريبة عن أرضنا، لا تشبه المزاج المصرى المعتدل، المحب للحياة، والحب، والرقص، والغناء. حتى أزياء النساء، وأحوال الطقس، أصبحت متزمتة قاسية.
الخلاص، هو العودة الى أصل الحياة، ونبذ القيم الصحراوية.
هى معركة الوجود، أو اللاوجود. نكون، أو لا نكون.
*******
- إن حال الإنسان المصرى، والإنسانة المصرية، رغم قيام ثورتين أوضحت المعدن الحر الثمين للشعب المصرى. لكن واقعنا لا يسر أحدًا، ولا يعكس طموحاتنا.
ولا يدل على أن مؤسسات الدولة، تأخذ قضية « بناء الانسان «، كقضية أساسية. بل انها أكثر من ذلك. قضية «بناء الانسان المصرى والإنسانة المصرية»، قضية حياة، أو موت. قضية وجود، أو لا وجود. قضية بقاء مشرف، أصيل، على الخريطة الانسانية. بقاء يُلهم الآخرين، ويعطيهم نموذجًا واقعيًا غير مستحيل، أن القيامة ممكنة بعد الوقوع.
وأن النهضة ممكنة بعد الركود... وأن الورود، والسنابل، والأزهار، تطلع أحيانًا من أرض وعرة.
*********
من بستان قصائدى
أنا كاتبة وشاعرة مصرية
أعيش فى شقة
لا تحوى إلا الضرورات
بحى شبرا العريق
لم أستورد
من الفلبين أو الصومال
خادمة وطاهية
لا أسكن الريف الأوروبى
فى كومباوند حوله الورد والأشجار
أو فيللا بالمراجيح وحمام السباحة
والبار والسونا وغرفة البخار
لا أهرول لشهرة الترند وأضواء الإعلام
لست حرم فلان من زعماء الاستثمار
أخوض الحياة وحدى
بالليل وبالنهار
أقاوم الموت المبكر لأحلامى
بكلماتى الحاملة فصيلة مزاجى
نزف دمى وعدم انتمائى
عندما ينهينى الجنون أو الانتحار
سوف يثار الجدل الصاخب
هل يجوز الترحم على كاتبة
سافرة الشَعر والوجه والأشعار
هل يغفر لها الواحد القهّار
ويرسلها إلى نعيم الجنات
أم ينزل عقابه
ويشويها فى حفرة النار؟؟