أعضاء القافلة الدعوية: الرسول كان أشد الناس حبًّا لله وأكثرهم خشية
انطلقت اليوم القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظتي (الشرقية– قنا)، وذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر، وبرعاية كريمة من الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.
تضم القافلة الدعوية، (10 علماء): خمسة من علماء الأزهر، و5 من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: "حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع ربه".
الرسول كان أشدَّ الناس حبًّا لله وأكثرهم خشيةً له
وأكد علماء الأزهر والأوقاف أن المتأمل في حال خاتم أنبياء الله ورسله سيدِنا محمد (ص) مع ربه سبحانه يدرك أنه (عليه الصلاة والسلام) كان أشدَّ الناس حبًّا لربه سبحانه، وأكثرهم خشيةً له، وأعظمهم رجاءً فيه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (أَمَا- واللهِ- إِنِّي لأخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (إنّي لأعْلَمُكُمْ بِاللهِ، وَأَشَدُّكُمْ لَهُ خَشْيَةً) وكان (عليه الصلاة والسلام) يَأْنَس بمناجاة ربه سبحانه، ويهنأ بقربه (عز وجل)، حتى إنه (صلى الله عليه وسلم) قبل بعثته كان يتعبَّد في غار حِراء الليالي ذوات العدد، ولَمَّا اصطفاه ربُّه سبحانه وأرسله رحمة للعالمين كانت قرة عينه وراحة نفسه في عبادة ربه (جل وعلا)، حيث يقول نبينا (عليه الصلاة والسلام): (جُعِلتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم) لبلال (رضي الله عنه): (أَرِحْنَا بِهَا-أي: بالصلاة- يا بِلال)، وكان (ص) يواظب على قيام الليل، حبًّا لربه، وأُنسًا بمناجاته، وشكرًا على نعمائه، وامتثالًا لأمره سبحانه، حيث يقول: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً}.
وتابع أعضاء القافلة الدعوية المشتركة “لما كان (عليه الصلاة والسلام) يقوم الليل حتى تورَّمت قدماه الشريفتان، وقيل له: يا رسول الله، قد غُفر لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ قال (ص): (أفلا أكون عبدًا شكورًا؟)، وكان (ص) يكثر من صيام النوافل، ويحث عليه، حيث يقول نبينا (ص): (مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ بَعَّدَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)، ومن ذلك أنه (صلوات ربي وسلامه عليه) صام الإثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الإثْنَيْنِ وَالخَمِيس، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)، ويقول سيدنا أبوهريرة (رضي الله عنه): (أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم 3 أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر)”.
الرسول كان دائم الذكر والاستغفار لربه
وأوضح أعضاء القافلة الدعوية المشتركة، أن نبينا (ص) كان دائم الذكر والاستغفار لربه سبحانه، امتثالًا لأمره (عز وجل) حيث يقول: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًاْ}، ويقول سبحانه: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ}، ويقول (جل وعلا): {وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}، فكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يَذْكُرُ اللهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ، ويقول سيدنا عبدالله بن عمر (رضي الله عنهما): (إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ يَقُولُ مِائَةَ مَرَّةٍ: رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، وكان نبينا (صلوات ربي وسلامه عليه) يقول: (واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً).
وأكد أعضاء القافلة الدعوية أن من أحوال نبينا (ص) مع ربه (عز وجل) حال الرضا بقضائه سبحانه، فحينما رأى (ص) ولدَه إبْرَاهِيمَ يجود بنفسه، جَعَلَتْ عَيْنَا رَسولِ اللَّهِ (ص) تَذْرِفَانِ الدموع رحمةً بولده، ثم قال (ص): (إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ).