التشابه يقود إلى الحب.. دراسة جديدة تنسف القاعدة السائدة "الأضداد تتجاذب"
"انجذاب الأضداد" في علم الفيزياء شيء مؤكد، السالب ينجذب للموجب والعكس صحيح، وبنفس الطريقة جاءت دراسات كثيرة على مدار عقود تؤكد أن تلك القاعدة ليست في الفيزياء فقط، ولكن في الحب أيضا فالأضداد تتجاذب، حتى أن أفلام هوليوود قادتنا إلى هذا الاعتقاد عندما أحبت روز جاك في فيلم تيتانيك.
يقود التشابه إلى الحب
بينما خلصت دراسة أمريكية جديدة إلى عكس ما استنتجته الدراسات المتتالية الماضية، وأكدت أن التشابه يقود إلى الحب، وأن سمات مثل المواقف السياسية والدينية ومستوى التعليم وبعض مقاييس الذكاء وحتى مواعيد النوم المفضلة، عندما تتشابه تكون من أسباب تجاذب الشريكين.
وكما يقول الروائي السعودي الفائز بجائزة البوكر محمد حسن علوان في روايته "سقف الكفاية": "أحيانا يقود التشابه إلى الحب، الشخصيات الحنونة تحب أشباهها"، فإن الدراسة الأمريكية الحديثة التي نُشرت في مجلة "Nature Human Behaviour" الشهرية في عددها الأخير تؤكد أن الأضداد لا تتجاذب، وأن السمات الشخصية بما في ذلك وجهات النظر حول السياسة والدين عندما تكون متشابهة تؤدي إلى الحب أو الانجذاب.
وخلص القائمون على الدراسة إلى تلك النتائج بعد تحليل 130 سمة شخصية لدى ملايين المرتبطين سواء أزواج أو شركاء رومانسيين، موضحين أن القول المأثور عن انجذاب الأضداد ببساطة غير صحيح.
وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة تانيا هورويتز، من جامعة كولورادو: "تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن الطيور على أشكالها من المرجح أن تجتمع معًا".
ما قالته الباحثة يتفق إلى حد كبير مع المثل العربي "الطيور على أشكالها تقع" ويتنافى مع الكثير من الدراسات التي اتفقت مع علماء الفيزياء على أن الأضداد تتجاذب.
العادات المماثلة تؤدي إلى الانجذاب
وجمع الفريق البحثي للدراسة في الولايات المتحدة بيانات من حوالي 200 دراسة سابقة يعود تاريخها إلى عام 1903 مع تحليلهم الخاص، وقاموا بفحص العشرات من السمات لدى الشركاء محل الأبحاث، بما في ذلك الآباء، والمتزوجين، والمخطوبين، والشركاء الذين يعيشون معًا.
ووجد العلماء أن سمات مثل المواقف السياسية والدينية ومستوى التعليم وبعض مقاييس الذكاء كانت متشابهة بشدة بين هؤلاء الشركاء أي أن ما جمعهم هو التشابه وليس التنافر.
وكشفت الدراسة أيضا أنه من المرجح أيضًا أن يتشارك الشركاء السمات المرتبطة بتعاطي المخدرات والمدخنين الشرهين، وشاربي الخمر، ويميلون بقوة إلى الارتباط بأولئك الذين لديهم عادات مماثلة.
ووجد الباحثون أيضًا أن هناك روابط بين الطول والوزن والحالات الطبية والسمات الشخصية، ومن أكثر السمات التي إن تشابهت ربما أدت إلى الانجذاب هي سنة الميلاد
%3 فقط يميلون إلى أضدادهم
وأكد الفريق البحثي أنه لا توجد "أدلة دامغة" على أي سمة تجتذبها الأضداد، وبشكل عام، اكتشفوا أنه بالنسبة لما يتراوح بين 82 و89% ممن تم تحليلهم، كان الشركاء أكثر احتمالاً لأن يكونوا متشابهين، وخلصوا إلى أن 3% فقط، يميل الأفراد إلى الشراكة مع أولئك الذين يختلفون عنهم، وهي نسبة ضئيلة جدا.
وقالت الباحثة هورويتز: "تشير هذه النتائج إلى أنه حتى في المواقف التي نشعر فيها بأن لدينا خيارًا بشأن علاقاتنا، فقد تكون هناك آليات تحدث خلف الكواليس اللاشعورية لسنا على علم بها تمامًا".
وقال فريق الدراسة إن بعض الأشخاص ينجذبون إلى الأشخاص الذين يشبهونهم، بينما يصبح الآخرون أكثر تشابهًا كلما طالت مدة بقائهم معًا.