"نظرية الدراماتورجيا".. أول كتاب من نوعه يعرف المفاهيم فى نظرية درامية متماسكة
يُصاحب الدورة الثلاثين لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، والذي يستمر حتى الثامن من شهر سبتمبر الجاري، برئاسة الفنان الدكتور سامح مهران، صدور عدد من الإصدارات التي تتناول قضايا المسرح وهمومه.
ومن هذه الإصدارات النسخة العربية لكتاب "نظرية الدراماتورجيا"، من تأليف جانيك زاتوفسكي، والذي يعمل أستاذ مساعد في قسم الدراماتورجيا بجامعة آهورس في الدنمارك، والكتاب من ترجمة أحمد عبدالفتاح.
"نظرية الدراماتورجيا" هو أول كتاب من نوعه يعرف المفاهيم ويجمع الحجج في نظرية درامية متماسكة بنظرية أنساق فعالة، وهي نظرية واسعة النطاق ذات وجهات نظر تاريخية ومعاصرة حول الدراماتورجيا، فضلا عن أنه كتاب عن كيفية تناولها.
ويشير مترجم كتاب "نظرية الدراماتورجيا" أحمد عبدالفتاح في مقدمته إلى أن: "نظرية الدراماتورجيا بدأت في اليونان القديمة، وولدت من التجريب مع الديمقراطية والتعليق في المسرح على حالة الإنسان. وقد شهد المصطلح نفسه تطورا مستمرا، ولكن بفضل إدخاله في الاستخدام الشائع للغة الإنجليزية خلال العقود الثلاثة الماضية اكتسب المصطلح أهمية جديدة".
وتسترعي الدراماتورجيا التركيز على تواصل الاتصال، وتدرس في المسرح كيف يمكن أن تروي الأجسام المتحركة والأصوات والأضواء قصة تؤثر على القيم.
وفي الحياة اليومية، خارج المسرح، تصبح الدراماتورجيا مسألة أدائية، حيث يتعين علينا باستمرار أن نؤدي الأدوار التي نشغلها. ولهذا السبب، فإن الطريقة التي يصف بها المجتمع نفسه ليست مجرد مسألة للعلماء والمنظرين، ولكنها مسألة كل أولئك الذين يلتقون على أساس يومي مع صيغ مبتكرة للقيم والأحداث المهمة التي أخرجناها وعرضناها على خشبة المسرح في حياتنا المعاصرة.
ــ نظرية الدراماتورجيا كتاب مثالى
ويشدد المترجم أحمد عبدالفتاح على أن: "نظرية الدراماتورجيا" كتاب مثالي لكل من العلماء والمتخصصين والطلاب، إذ تشرح نظرية الدراماتورجيا كيفية التعامل مع القيم والاستراتيجيات والنظريات الضرورية لفهم الفنون والوسائط، وتحقق ما يجب أن يفعله الفن في العالم الحالي.
أما مؤلف كتاب "نظرية الدراماتورجيا"، جانيك زاتوفسكي، فيوضح أن "نظرية الدراماتورجيا" تقترن أصلا بالمسرح وتاريخه الأوروبي الذي لا يقل عن ثلاثة آلاف سنة. وما نسميه الفن له تاريخ أقصر لا يزيد عن ثلاثمائة سنة، وأن أول "نظرية الدراماتورجيا" يرجع تاريخها تبعا لذلك إلى القرن الثامن عشر. وقد كان أول المؤلفين للنظرية الدراماتورجية فنانين وغالبا كتّاب مسرح وفلاسفة، ورغم ذلك فإن النظام الجديد للمجتمع الحديث استتبع تمييز العلم كنسق متمايز وظيفيا، والعلم يلاحظ في شكل نظريات، ويناقش أسئلة الحقيقة.