أصله "كنيسة" ويضم "الجنيزا".. جولة بمعبد بن عزرا اليهودي بعد افتتاح رئيس الوزراء
هناك الكثير من الأماكن التراثية، التي يمكنها أن تكشف لك عن تاريخها الطويل وعمارتها المدهشة، من الجوامع الأثرية إلى الكنائس التاريخية وحتى المعابد اليهودية التي كانت شاهدة على الحياة الاجتماعية للمصريين في عصور قديمة.
ونستعرض في السطور التالية جولة بمعبد بن عزرا بعد افتتاحه اليوم
ومن أهم هذه المعابد اليهودية التاريخية في مصر، هو "معبد بن عزرا" اليهودي الذي يضم العديد من نفائس الكتب المرتبطة بالعادات والتقاليد اليهودية، وحياتهم الاجتماعية في مصر، بالإضافة إلى الجنيزا، وهي عبارة عن مجموعة من الكتب واللفائف والأوراق والتي تمثل أهمية لدى الدارسين والباحثين المهتمين بالحياة الاجتماعية لليهود في مصر.
شهد المعبد عملية ترميم حديثة، حتى تم افتتاحه اليوم، من قبل رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، حيث تضمنت أعمال الترميم المعماري والدقيق، معالجة ودرء الخطورة لأسقف المعبد، وعزل الأسطح بأفضل أساليب العزل وتنظيف الأحجار ومعالجتها وإعادة تنسيق الموقع بالشكل الملائم الذي يتيح الرؤية البصرية للأثر، بالإضافة إلى صيانة منظومة الإضاءة بالكامل، وتنظيف الوحدات النحاسية والحديدية وأعمدة الرخام فضلًا عن أعمال ترميم الزخارف الأثرية والمكتبة.
تاريخ المعبد
يرجع تاريخ المعبد إلى ابراهام بن عزرا وهو واحدا من عظماء اليهود في العصور الوسطى، ويعود تاريخ إنشاء المعبد للقرن ال 12 الميلادي، وقد أعيد بناؤه في القرن 19 الميلادي.
وقد لاحظ الأثريين أن التخطيط المعماري للمعبد يتشابه إلى حد كبير مع الكنائس والسبب في ذلك أنه كان في الأصل "كنيسة" تم تحويلها إلى معبد يهودي، فهو مستطيل مساحته ذو واجهات خالية من الزخارف، أما من الداخل فيتبع الطراز البازيليكي حيث ينقسم بواسطة بائكتين إلى ثلاثة أروقة متوازية أوسطها أكثرها اتساعا، وبالرواق الأوسط توجد منصتين، تعرف الأولى بأطلس المعجزة، أما الثانية فهي منصة الصلاة (البيما).
جولة بمعبد بن عزرا
ويوجد بالطابق الثاني شرفة صلاة السيدات وتشغل ثلاثة أضلاع بطرفيها حجرتان للمقتنيات والجنيزا، ويوجد خلف المعبد بئر للطهارة يتم الوضوء بمائه قبل الدخول للمعبد وخاصة غسل الأرجل.
أما سقف المعبد وجدرانه فمُغطاه بالجص وعليها زخارف هندسية ونباتية (أرابيسك) ويتوسط المعبد مقصورة الصلاة (المنصة) أي البيما وهي من الرخام.
أما مكتبات الرواق الجنوبي الغربي فهي عبارة عن ست دواليب مُتلاصقة يجمعها إطار مُستطيل واحد والكل مُزخرف بالعاج والصدف وعليها زخارف كتابية بالعبرية، وقد تم اكتشاف "الجنيزا" لأول مرة عند ترميم المعبد وانهيار سقف غرفة الجنيزا عام 1890.
شهد معبد بن عزرا عدد من أعمال الترميم كان أهمها عام 1889م حيث تم هدم معظم البناء وبناءه من جديد على أسلوب البناء القديم المعروف بالطراز البازيليكى، وفي عام 1982، أجريت للمعبد أعمال ترميم شاملة قامت بها بعثة المركز الكندي للعمارة بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار استغرقت حوالى عشر سنوات، شملت الترميم المعماري والترميم الدقيق للأثاث وأدوات المعبد.