بعد انقلاب الجابون.. إلى أين تتجه الأوضاع في غرب إفريقيا؟
قال الأكاديمي السوداني محمد تورشين، إن انقلاب الجابون يثبت أن الأوضاع في إفريقيا خصوصاً في غرب إفريقيا تتجه نحو مسار أكبر وتوسع موجة هذه الانقلابات، مشيرا إلى أن هشاشة الوضع في هذه الدولة وضعف الديمقراطية كان سببا رئيسيا في هذه الانقلابات.
وتوقع تورشين في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن تشهد دولا أخرى في القارة انقلابات الفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه من أهم الدول التي يمكن يحدث فيها انقلاب في أي وقت هي الكاميرون، فالرئيس الحالي يعتبر من أقدم رؤساء القارة الإفريقية، وفضلا عن ذلك هناك مؤشرات تتجه نحو وقوع انقلاب في كوت ديفوار، لذا كل المؤشرات مفتوحة، كما أن موجة الانقلابات لن تتوقف فقط في الجابون أو النيجر باعتبار أن الإجراءات المتخذة من قبل الاتحاد الإفريقي غير دقيقة ولا تلجم هؤلاء العسكريين.
هل يعود الإرهاب لغرب افريقيا
وعقب أيام من انقلاب النيجر الشهر الماضي والإطاحة بالرئيس محمد بازوم، شهدت النيجر عدة هجمات إرهابية شنها تنظيم داعش الإرهابي استهدفت معسكرات الجيش، كما شهدت مالي وتشاد المجاورتين لها هجمات مماثلة في التوقيت ذاته خاصة مع دعم هاتين الدولتين للسلطة العسكرية الجديدة في النيجر.
وبسؤاله عن تأثير هذه التغيرات على عودة نشاط الجماعات الإرهابية في غرب إفريقيا، قال تورشين: “لا أعتقد أن هذه الانقلابات ستؤثر بشكل أو بآخر على الإرهاب في المنطقة بأي حال من الأحوال، لأن هذا الأنظمة أنظمة ذو طابع عسكري وربما أن هذا الانقلابات تدخل في خلافات مع بعضها البعض لكن سيكون هناك تعاون عسكري وهذا التعاون العسكري سيسمح لها بالتواصل مع بعضهم البعض والدخول في شراكات بأن هذا الشراكات تسمح بمحاربة الإرهاب”.
موقف الدول الغربية من انقلابات غرب افريقيا
وأضاف تورشين أن موقف الاتحاد الإفريقي والتكتلات الإقليمية من هذه الانقلابات كان بمثابة تدابير وإجراءات بشكل أو بآخر لتغيير المعطيات لكنها غير فعالة، مشيرا إلى أن ظاهرة الانقلابات أصبحت تتناغم بشكل كبير منذ مطلع ٢٠٢٠، لذا على الاتحاد الافريقي دراسة ما يحدث بشكل جاد ومنطقي حتي نعرف الأسباب الجوهرية، وهذه الأسباب منها داخلية مثل فشل النخب السياسية في الداخل فضلاً عن ذلك هناك بعض العوامل المتطابقة من عدم ترسيخ مبادئ الديمقراطية والأهم من ذلك هناك أبعاد إقليمية ودولية هي أيضا لها دور في هذا الانقلابات.
وأكد السياسي السوداني أن مصالح الدول الأوروبية والغربية في المنطقة لا شك ستضرر، وإذا كانت هذا الدول حدثت بتوجيه للدول التي لديها صدقات والدول التي لها دور في الدول الإفريقية.
وكان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قال أمس أمام اجتماع لوزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في توليدو بإسبانيا إنهم سيناقشون ما حدث في الجابون، معتبرا أن ما يحدث في غرب إفريقيا يمثل "قضية كبيرة" لأوروبا.
كما أدانت دول اوروبية الانقلاب الأخير في الجابون وقبله انقلاب النيجر الشهر الماضي، وسط مخاوف من تداعيات كبيرة على نفوذ الدول الغربية في غرب افريقيا وتضرر مصالحها الاقتصادية والأمنية خاصة مع استعانة السلطات الجديدة في هذه الدول بمنافسين لأوروبا.