محللون: زيارة البرهان لمصر تسهم فى إطفاء الحرب المستعرة بالخرطوم
شدد خبراء سياسيون سودانيون على أهمية زيارة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السودانى، مصر ولقائه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مدينة العلمين الجديدة.
وأرجع الخبراء السودانيون، الذين تحدثت إليهم «الدستور»، أهمية هذه الزيارة إلى توقيتها المهم للغاية بالنسبة للسودان، ولكونها الزيارة الخارجية الأولى لـ«البرهان» منذ بدء الحرب ضد تمرد قوات الدعم السريع فى أبريل الماضى.
قال الكاتب والباحث السياسى السودانى، مكى المغربى، إن الشعب السودانى لن ينسى أن مصر وقفت معه فى محنته، عندما تنازل الآخرون واختار بعضهم ما يضر الشعب السودانى، لافتًا إلى أن «مصر تعمل مع دول الجوار والأصدقاء، لكن علاقتها مع السودان تظل أكثر خصوصية».
وأضاف «المغربى» أن المباحثات بين الرئيس السيسى والفريق «البرهان» ركزت على ملفات مهمة، على رأسها دعم تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين، ودعم السودان فى أزمته الحالية.
ورأى خالد الفكى، الباحث والمحلل السياسى السودانى، أن زيارة «البرهان» مصر تأتى فى توقيت مهم للغاية، وتعد زيارة لها العديد من الدلالات والأبعاد المتعلقة بالأوضاع الداخلية فى السودان، وعلى رأسها بالطبع الحرب الدائرة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع المتمردة.
وأضاف: «هذه الزيارة لها أبعاد مهمة، بداية من التركيز على الأمن القومى الاستراتيجى لكل من مصر والسودان، وما آلت إليه الحرب فى الخرطوم، على ضوء أن القاهرة تعتبر امتدادًا طبيعيًا للأمن القومى الاستراتيجى السودانى، وبحكم علاقاتها المتعددة يمكن أن تقدم آراءً وأفكارًا لإنهاء الصراع وإطفاء نار الحرب المستعرة فى الخرطوم، ما يعيد الأمن والاستقرار إلى العاصمة».
مشددًا على أن «القاهرة لديها رؤية سياسية يمكن أن تسهم فى تهيئة دول الجوار وتحييدها، بحيث لا تقف مع قوات الدعم السريع، لأن الجيش السودانى هو الممثل الشرعى الوحيد فى الخرطوم».
ووصفت الإعلامية السودانية، شمائل النور، خروج الفريق أول عبدالفتاح البرهان من السودان وزيارة مصر بأنه خطوة مهمة جدًا، فى ظل أن مصر جارة شقيقة ومتضررة بما يحدث فى السودان، وتعد أبرز الفاعلين الخارجيين فى المشهد السودانى.
ورأت أن التحركات الحالية لـ«البرهان» فى عدد من الدول تأتى لتحقيق مكاسب سياسية للجيش، وتهيئة الساحة للتفاوض، معتبرة أن خروجه لممارسة مهامه كرئيس مجلس سيادة وقائد للجيش «جاء متأخرًا، لكنه خير من ألا يأتى أبدًا».
وشددت على أن تحركات «البرهان» ستكون لها نتائج إيجابية كبيرة إذا ذهبت فى اتجاه وقف الحرب، معتبرة أن الدور المصرى المنتظر هو السعى لوقف الحرب فى أسرع وقت ممكن، خاصة مع وجود حديث بين الأوساط السياسية حول تشكيل «حكومة طوارئ».
ووصف محمد حسب الرسول، الباحث السياسى السودانى، مصر بأنها أهم دول الجوار السودانى، وذلك لاعتبارات تتصل بالمشتركات التى جمعت بين الدولتين عبر التاريخ، موضحًا أن مصر لها دور رئيسى فى معالجة الأزمة السودانية، بدأت تضطلع به عبر آلية «دول جوار السودان» التى أسستها للتعامل مع الأزمة، ولهذه الأسباب، ولسبب استراتيجى آخر يتصل بالمصير المشترك بين الدولتين، تعتبر مصر أهم دولة من دول الجوار السودانى.
ورأى «حسب الرسول» أن زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالى مصر تكتسب أهمية استثنائية، فى ظل أن مصر تتأثر بشكل مباشر بما يجرى فى السودان، وفى نفس الوقت يعول على أدوارها الاستثنائية لحل الأزمة، ولذلك كانت مصر الدولة الأولى التى يزورها قائد الجيش فى هذا الظرف.