خبير سودانى لـ"الدستور": زيارة البرهان بورتسودان ومغادرة الخرطوم تحمل دلالات قوية
قال الخبير العسكرى السوداني، اللواء أمين إسماعيل مجذوب، إن نقل رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان غرفة العمليات والسيطرة إلى مدينة بورتسودان ومغادرة الخرطوم لها أبعاد متنوعة تؤكد سيطرة الجيش على كامل السودان في ظل المواجهات المستمرة ضد قوات الدعم السريع.
ووصل البرهان، أمس، إلى مدينة بورتسودان وذلك في أول زيارة له لمدينة خارج العاصمة الخرطوم منذ اندلاع الحرب ضد قوات الدعم السريع في أبريل الماضي.
دلالات زيارة البرهان بورتسودان
وأوضح مجذوب، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن توجه البرهان إلى بورتسودان ونقل غرفة العمليات إلى هناك يؤكد أن القوات المسلحة تسيطر على الأوضاع في الأرض ويمكن للقيادة التحرك في أي زمان وأي مكان، وأيضًا ضمن تفقد قيادة القوات المسلحة الجبهات المرتبطة الأخرى ورفع الروح المعنوية لهذه القوات وتغطية الاحتياجات المطلوبة.
وأشار مجذوب إلى أن زيارة البرهان بورتسودان لها أيضًا أبعاد سياسية لمراجعة الأداء التنفيذي والاحتجاجات اللوجستية والإنسانية للمناطق المختلفة، وبالتالي الوصول إلى بورتسودان، التي تعتبر الآن العاصمة الإدارية المؤقتة للدولة، وبالتالي مراجعة الأداء التنفيذي للحكومة والوقوف على الاحتجاجات العاجلة، ومن ثم إصدار القرارات المناسبة لكل احتجاج، وهنالك حديث أيضًا عن رحلة خارجية خارج السودان، ولم يتم تأكيد هذه المعلومات حتى الآن.
وأوضح الخبير العسكري السوداني أن البرهان لن يتوجه للخارج إلا إذا كانت هناك حاجة للتفاوض أو إجراء مشاورات عاجلة خاصة بالأوضاع الأمنية والإنسانية في السودان.
وأكد مجذوب أن خروج رئيس مجلس السيادة الانتقالي إلى بورتسودان لم يؤثر على الأوضاع السياسية، باعتبار أن هناك هيئة قيادة للقوات المسلحة تدير العمليات مباشرة وبإشراف مباشر من القائد العام، فالقوات المسلحة منضبطة ومنظمة تعمل وفقًا لنظام معروف وهي قوات قديمة عمرها مائة عام أنشأت عام ١٩٠٢ ميلادي، وبالتالي تعدى عمرها المائة عام، وبالتالي هي لديها خبر كل وخبرات متراكمة تسلم من جيل إلى جيل وصلت حتى الجيل الحالي، وهو من يدير الحرب الآن سواء كان رئيس الدولة موجودًا أو غير موجود في غرفة القيادة والسيطرة.
وأشار مجذوب إلى أن هناك خمس مبادرات مطروحة بشأن حل الأزمة لكن أقواها هو "منبر جدة"، ولكن مؤتمر دول جوار السودان في القاهرة ومبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي مهمة ومؤثرة نظرًا للقرب الجغرافي والميداني ومعرفة الإخوة في مصر الشقيقة الأوضاع في السودان، ولديهم علاقات قوية مع السودان.
مستقبل حل الأزمة في السودان
وتابع: "لذلك في تقديري يجب الربط والتنسيق بين منبر جدة ومبادرة القاهرة، لأن هذا السبيل الوحيد للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإحلال السلام في السودان في الفترة المقبلة"، مشيرًا إلى أن إطلاق مبادرة سياسية جديدة ربما يعيق المشهد تمامًا، ولكن الآن لا بد من الفصل العسكري والفصل بين القوات المتصارعة وتجمع عناصر الدعم السريع إما بالتسريح أو الدمج مع القوات النظامية، وبالتالي قد تأتي مبادرة سياسية فيما بعد تكمل الشق العسكري لتكوين حكومة مدنية وإكمال الانتقال الديمقراطي في السودان.
وأكد مجذوب أن: مبادرة دول الجوار السودان تم تشكيل آلية تنفيذية لهل عقدت أول اجتماع في "إنجمينا"، وبالتالي أصدرت عدة توصيات بتكون آليات تحتاج إليها في المرحلة المقبلة، ولكن أعمالها تتسم ببطء بسبب تعدد الدول وتعدد مراكز اتخاذ القرار داخل المبادرة نفسها، وأما بالنسبة لمنير جدة فإن هذا توقيع بناء على طلب الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، وهنالك خطة سعودية أمريكية، وأن هذا فيه شقان شق عسكري وشق سياسي، وأعتقد أنه تم عرضها على الوفدين، وتم عرضها على قيادات الطرفين المتصارعين في السودان.