بعد التهديدات لفرنسا.. ماذا يسعى المجلس العسكرى فى النيجر لتنفيذه خلال الفترة المقبلة؟
في آخر تطورات الأوضاع في النيجر، هدد المجلس العسكري في النيجر السفير الفرنسي لمغادرة البلاد.
وفي هذا السياق، قالت أسماء عادل الباحثة بوحدة الدراسات الإفريقية في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن المجلس العسكري في النيجر يعمل على توحيد الجبهة الداخلية من خلال توظيف الضغوط والتهديدات الخارجية وتحويلها لفرص تعزز من سلطة المجلس وترسخ أقدامه في الحكم، من خلال مخاطبة القائد الجنرال عبد الرحمن تشياني الجماهير بتأجيج المشاعر الوطنية والتكاتف لمواجهة العقوبات الاقتصادية والغزو الخارجي المحتمل من جانب الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، وأن اللحظة الراهنة تقتضي دعم القرارات التي يتخذها المجلس العسكري.
وتابعت عادل في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "نجد أنه على الرغم من سلاح العقوبات الاقتصادية والتهديدات بالتدخل العسكري لم تجعل النخبة العسكرية تتراجع عن قراراتها بل إنها زادت من شعبية النخبة العسكرية، وهو ما تجلى في الحشد الشعبي في الـ26 من أغسطس الجاري في استاد رياضي بالعاصمة نيامي، وبذلك هناك توافق على صعيد النخبة العسكرية والجماهير على عدم إعادة عقارب الساعة للوراء، وأن فترة الرئيس محمد بازوم قد انتهت.
المجلس العسكري يضع جميع القوات المسلحة وقوات الأمن في حالة تأهب قصوى
وأشارت عادل إلى أن ذلك يأتي بالتزامن مع قيام المجلس العسكري أمس السبت بوضع جميع القوات المسلحة وقوات الأمن في حالة تأهب قصوى تحسبًا لهجوم محتمل من جانب الإيكواس.
وأوضحت عادل أن هناك كتلة من الدول المجاورة للنيجر تؤيد الإجراءات التي قد اتخذها المجلس العسكري في النيجر، ويمكن تصنيف تلك الدول على النحو التالي، دول مؤيدة للقادة العسكريين في النيجر والاستعداد للتحالف معها ضد أي عمل عسكري وهو ما اتضح في البيان المُشترك الصادر عن مالي وبوركينا فاسو، بأنه في حال حدوث أي تدخل عسكري ضد النيجر سيتم اعتبار ذلك إعلان حرب، كما تم التحذير من الانسحاب من الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في حال تبني الخيار العسكري، كما تشترك غينيا كوناكري في المواقف مع مالي وبوركينا فاسو من حيث دعمها للنخبة العسكرية التي تتولى زمام السلطة في النيجر، كما نجد أن هناك دولا عارضت الإطاحة بالرئيس محمد بازوم ولكنها ترفض استخدام القوة العسكرية لاستعادة المسار الدستوري، وترى أن الخروج من هذا المأزق يتم عبر التسوية السياسية كالجزائر التي ترفض التدخل العسكري بشكل قاطع، وتفضل التسوية السلمية للأزمة في النيجر.