"مارد الإجرام".. كواليس قضايا قيدت ضد مجهول لـ"فتوة الصعيد"
رصد كتاب
" تاريخ فتوات مصر ومعاركهم الدامية"، للكاتب سيد صديق عبد الفتاح، أكثر من عشرين شخصية من فتوات، كانوا في القرن الماضي، تربعوا على عرش الفتونة، كان يهابهم الصغير والكبير، منهم من كان يمشي في الخير ويرد الحقوق، ومنهم من كان مجرمًا.
وجاء من بين الشخصيات التي تناولها المؤلف محمد أحمد عيد الصعيدي، الذي أُطلق عليه "مارد الإجرام" وفتوة الصعيد الغليظ الذي برع في جميع أنواع الإجرام.
مارد الإجرام
"مارد الإجرام" كما أُطلق عليه، خطف العذارى والزوجات الأعرابيات والبريطانيات، تربع على عرش الإرهاب وأخضع الأغنياء والفقراء والإقطاعيين والعمال، سجل فى دنيا الجريمة واللطش والغدر وسجل فى دنيا الحب والرقة والرفاء.
أحد كبار المجرمين في أربعينيات القرن الماضي
أطلق عليه الأهالى آنذاك بأنه أيضًا وحش بشرى وسفاح آدمى إنه أحد الذين تربعوا على عرش الإجرام فى الأربعينيات، لقد فرض سلطانه العاتى على الأغنياء والأثرياء تزعم عصابة من الأعراب قبع فى الصحراء خطف فتيات عذارى وزوجات وقتل وسلب ونهب وتفاهم مع ضحاياه بالبنادق والرصاص ثم مات وهو فى أوج سلطانه ولم يبلغ الثلاثين من عمره.
طفولة متشردة
الصعيدي من مواليد عام 1918 بسوهاج، من صغر سنه كان متشردًا، نزل إلى القاهرة وانضم إلى أيادى بعض الأعراب الرحل المقيمين فى أخباش على امتداد الترعة الحلوة ترعة الإسماعيلية بزمامى المطرية والمرج، تتلمذ على يد كبار الإعرابيين الإجراميين وتعلم منهم اللهجة الأعرابية، وحمل السلاح وأجاد فنون الرماية.
بداية الإجرام عند عيد الصعيدي
بدأ مغامراته الإجرامية باتباع نزوات شبابه، فكانت البداية من سطوته على بيوت العرب المجاورة يخطف الفتيات ويغتصب الزوجات، وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، كان يختبئ للمجندات الأجنبيات ويفترس أجسادهن، سلك طريقًا طويلًا في اغتصاب السيدات والفتيات.
عصابة إجرامية من الأعراب
الصعيدي، عرف عنه الذكاء الشديد، والإجرام الغليظ، فقد قام بتكوين تشكيل عصابي من الأعراب عام 1948، مهمته السطو والتهديد والإرهاب، بقرية عرب الشيخ عبد الله على الترعة الحلوة بزمام ضاحية المطرية.
قضايا قيدت ضد مجهول
ومن القضايا التي قيدت ضد مجهول وكان هو من قام بفعلها، فقد حدث أن تقدم أحد أهالى عزبة "جاد المولى" إلى نقطة البوليس للتبليغ عن سرقة برسيم واتهم الصعيدى فى ارتكاب الحادث وشهد فى المحضر شيخ العزبة ضده.
إلا أن هذا الفعل لم يعجب الصعيدي، وما كاد محمد الصعيدى يعلم بذلك حتى دبر للشاكى مكيدة، وقام برميه بالرصاص ببندقيته، وفى نفس التوقيت ذهب إلى منزل شيخ العزبة، وأحرقه تمامًا، وهذا يعد إنذارًا شديد اللهجة بقتله لو فكر فى الشهادة ضده، وقيدت الحادثتين ضد مجهولين فلم يجرؤ مخلوق على الشهادة ضد الصعيدى من الرعب الذي سببه لهم.
اقرأ ايضًا:
"كان مصروفه قرشًا".. كيف قضى طه حسين السنة الأولى فى الدراسة بالجامع الأزهر؟