بريكس بلس "BRICS Plus".. ماذا فى جعبة المواجهة مع الغرب؟
يبدو أن تحليلات خبراء المجلس الأطلسى، الذراع التى تعمل على الأبحاث والدراسات لمجتمع حلف شمال الأطلسى، الناتو، تحليلات أخذت نتائجها من تفاوت الخبرات، رغم إبعادها عن فهم ما يحدث فى مجتمع مجموعة بريكس، هذا التجمع السياسى- الاقتصادى، الذى عقدت أول قمة له بين رؤساء الدول الأربع المؤسسة (البرازيل وروسيا والهند والصين) فى يكاترينبورغ بروسيا فى يونيو 2009.
ما الذى حدث من عام تأسيس بريكس 2009 إلى عام 2023؟!.
فى 14 عامًا مضت، كان بريكس قابلًا للتفتت، الأزمة العالمية، والحرب الروسية الأوكرانية، خلخلت التوازنات الإقليمية والأمنية والاقتصادية، وقاربت هموم القارات، لتختزل فى المخاوف من الركود التضخم وتوقف سلاسل الإمداد، فى تباين سياسى وضياع الدبلوماسية والحوار ومبادرات السلام.
كل ذلك يجعل خرائط الهيئات والمنظمات الدولية والأممية والجيوسياسية والأمنية تتوسع فى كياناتها، خارج قوة الأحلاف والمجموعات القوية بعد حلف الأطلسى، أو مجموعة العشرين، أو التكتلات الجيوسياسية، جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامى، واتحاد التعاون الخليجى.
أعلنت مجموعة بريكس، التى تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، فى قمتها التى انعقدت مؤخرًا فى جوهانسبرج، أن عضويتها تضاعفت (...) إذ تمت دعوة الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية للانضمام إلى المجموعة فى يناير المقبل.
خبراء المجلس الأطلسى، قالوا إنه من الممكن أن يكون منافسا هائلا لمجموعة السبع من القوى الديمقراطية فى إعادة تشكيل الجغرافيا الاقتصادية والجغرافيا السياسية عبر مجموعة من القضايا، من الحرب الروسية فى أوكرانيا إلى وضع الدولار الأمريكى باعتباره العملة الاحتياطية العالمية.
.. والسؤال المركزى:
هل ترقى المجموعة التى لم تتم تسميتها بعد- مقترح «بريكس بلس»- إلى مثل هذا المنافس؟ من هم خبراء المجلس الأطلسى، الذين حاولوا فهم الأحداث عبر عمر المجموعة القصير؟
* أعضاء جدد، تتجه بريكس نحو الصين.
ينبه «هونغ تران» زميل أول غير مقيم فى مركز الاقتصادات الجيولوجية التابع للمجلس الأطلسى، إلى حقائق متباينة منها:
*1:
فى قمة بريكس، وافقت المجموعة للتو على قبول ستة أعضاء جدد: الأرجنتين، ومصر، وإثيوبيا، وإيران، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة؛ والنظر فى البلدان الأخرى المحتملة.
*2:
بدعم قوى من الصين وروسيا، أدى إدراج إيران إلى تعزيز المحور المناهض للولايات المتحدة فى مجموعة بريكس - مما جعل الأمر أكثر عدائية وأكثر صعوبة بالنسبة للولايات المتحدة والغرب للتعامل معها كمنظمة تضم عضوين خاضعين لعقوبات دولية.
*3:
يعكس القرار نفوذ الصين وروسيا فى المجموعة، وقد لا يكون مريحًا للغاية بالنسبة للأعضاء المعتدلين مثل الهند والبرازيل.
*4:
ستضيف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ثقلًا اقتصاديًا مهمًا إلى المجموعة، التى تضم الآن العديد من الأعضاء المهمين فى منظمة البلدان المصدرة للبترول بالإضافة إلى روسيا، مما يمنحها أهمية فى الجغرافيا السياسية لسوق النفط العالمية.
*5:
يمكن للمملكة العربية السعودية والأرجنتين، وكلتاهما عضو فى مجموعة العشرين، تمكين بريكس من المساعدة فى تنسيق وجهات نظر معظم أعضاء مجموعة العشرين فى الأسواق الناشئة. وبهذا المعنى، فمن الممكن أن تعمل المجموعة كنظير غير رسمى لمجموعة السبع، التى تتولى تنسيق مواقف البلدان المتقدمة قبل اجتماعات مجموعة العشرين.
*6:
فى ظل وجود محور قوى بين الصين وروسيا وإيران، قد ينتهى الأمر بالمجموعة إلى الضغط من أجل اتخاذ مواقف مناهضة للغرب، مما يجعل التوصل إلى حلول وسط فى مجموعة العشرين أكثر صعوبة.
*7:
اتفقت دول بريكس أيضًا فى القمة على تسريع استخدام عملاتها المحلية لتسوية المعاملات التجارية والاستثمارية فيما بينها، مع الاستمرار فى تقليل اعتمادها على نظام الدفع العالمى والنظام المالى العالمى القائم على الدولار الأمريكى.
*أعضاء الشرق الأوسط.. الرياح الجيوسياسية المتغيرة
مدير مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط فى برنامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسى «جوناثان بانيكوف» حسم بعض نقاط البحث عندما قال إن القرار الذى اتخذته دول بريكس بدعوة أربع دول من الشرق الأوسط للانضمام إلى صفوفها - المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإيران - يسلط الضوء على الرياح الجيوسياسية المتغيرة بقدر ما يعكس فرصة لتحقيق تكامل اقتصادى أوثق مع تلك الدول.
يجتهد الباحث، عبر رؤيته الذاتية، بأن بريكس ستكون: «بالنسبة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فإن الانضمام إلى المجموعة قد يكون أمرًا تكافليًا، حيث تتطلع كلتاهما إلى الانخراط وتعميق التعاون مع الدول غير الغربية وتنويع شراكاتهما الاقتصادية كتحوط إضافى ضد الولايات المتحدة»... ويرى أن إدراج السعودية والإمارات من شأنه أن يجلب فرصًا استثمارية وتجارية جديدة، حيث تسعى الأولى إلى تنويع وتوسيع اقتصادها بسرعة عبر مجموعة من صناعات الوقود الجديدة غير الأحفورى.
.. وينحاز «بانكوف» إلى تخمينات، قد تبدو غير دقيقة عن عضوية مصر فى بريكس: لا تبدو مصر، التى تواجه حاليًا أزمة مالية واقتصادية - هى بالتأكيد، أزمة نتيجة أزمات عديدة تركت بصماتها على المنطقة والعالم - مرشحًا رئيسيًا لإدراجها على الورق، لكن ربما تنظر موسكو وبكين إلى دعوة القاهرة على أنها أشبه بأخذ طيارة – مما يعزز العلاقات الآن على أمل التمكن من تحقيق هدف استراتيجى.. كما أشار إلى إمكانية «الاستفادة من الأصول المصرية فى العقود المقبلة».
.. أيضا: من المحتمل أن تنظر مجموعة بريكس إلى الموقع الاستراتيجى الرئيسى للقاهرة، والسيطرة على قناة السويس، وحقول الغاز المكتشفة حديثًا على أنها مربحة، اقتصاديًا وسياسيًا، على مدى العقود المقبلة».
بانيكوف يقول إنه يكاد يكون من المؤكد أن قرار ضم إيران كان مدفوعًا من قبل روسيا والصين فالانضمام إلى مجموعة بريكس لن يغير الاقتصاد الإيرانى بين عشية وضحاها. تنظر إيران إلى العلاقات مع الصين باعتبارها بمثابة شريان حياة اقتصادى، بالنظر إلى الحالة السيئة للاقتصاد، الذى لا يزال يعانى من مجموعة من العقوبات الأمريكية.. ولكن مع مرور الوقت، فإن مجموعات مثل بريكس لديها القدرة على تقويض قوة واشنطن عندما يتعلق الأمر بمعاقبة أو عزل البلدان التى تنتهج سياسات تتعارض مع المصالح الأمريكية،، بالطبع هذا أمر افتراضى، غير دقيق محليا، خاصة إذا فهمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية، كانت تسعى إلى أنظمة وطرق بديلة للتجارة والمدفوعات التى تفتقر واشنطن إلى نفس النفوذ عليها. التى لديها اليوم عبر SWIFT، على سبيل المثال.
* طموحات كبيرة.. تواجه تحديات جديدة.
الباحث المتخصص بالشئون الأفريقية «راما ياد» مدير أول لمركز إفريقيا التابع للمجلس الأطلسى وكبير زملاء مركز أوروبا، ينطلق من واقع ما انتهت إليه اجتماعات قمة بريكس:
سيكونون فى الحادية عشرة الآن. ستُضاف ست دول جديدة، بما فى ذلك دولتان إفريقيتان، مصر وإثيوبيا، إلى أعضاء مجموعة بريكس الخمسة فى الأول من يناير 2024، «ياد» تعرض لأولويات القمة للمجموعة، وفق:
*أولا:
أولوية لقمة بريكس الخامسة عشرة فى جوهانسبرج. وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الذى استضاف القمة: «إن مجموعة بريكس تبدأ فصلا جديدا».
* ثانيا:
تمثل مجموعة بريكس الحالية المؤلفة من خمسة أعضاء ربع ثروة العالم وتضم 42 فى المائة من سكان العالم.
* ثالثا:
سوف تواجه مجموعة بريكس تحديات جديدة، منها أن المجموعة شديدة التنوع، وتشهد نموًا غير متكافئ ومصالح متنافسة، وتشكل أهمية الصين، التى تمثل 70% من الناتج المحلى الإجمالى للمجموعة، مشكلة بالنسبة للهند.
* رابعا:
تريد بعض دول بريكس، بما فى ذلك جنوب إفريقيا، إنقاذ علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة ولا تريد الانجرار إلى استراتيجية الحرب الباردة، التى تنتهجها روسيا.
* خامسًا:
مع العضوية الجديدة لأنظمة استبدادية- كما فى النص- مثل إيران، فإن السؤال الذى يطرح نفسه هو: هل يحتاج الأفارقة حقًا إلى جلب مشاكل الشرق الأوسط إلى هذه المجموعة؟ إذا كانوا يريدون التعامل مع إسرائيل، فماذا ستقول إيران؟.
* رؤية بكين للكتلة تقود توسع بريكس
قد تكون «كولين كوتل» نائبة مدير مركز الصين العالمى التابع للمجلس الأطلسى، أبرز ما أشارت الى وعى ما يحدث داخل الكتل القوية فى بريكس، و«كوتل» أمضت سابقًا أكثر من اثنى عشر عامًا فى وكالة الاستخبارات المركزية، حيث عملت فى مجموعة متنوعة من الأدوار التى تغطى شرق وجنوب آسيا، وهى تؤكد، أن ما يحدث على السطح فى هذه المجموعة، يرتهن إلى:
* رهان أول:
تحاول مجموعة بريكس تعزيز مكانتها كمنصة ونصير للجنوب العالمى. ويتوافق هذا بشكل وثيق وبشكل خاص مع رؤية بكين للتجمع، ومن المحتمل أن يستوعب الأعضاء الستة الجدد - الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - التفضيلات الصينية أيضًا.
* رهان ثان:
إن التمثيل من منطقة جنوب شرق آسيا ذات الوزن الاقتصادى الثقيل مفقود بشكل ملحوظ، مما قد يعكس علاقات بكين المتوترة فى المنطقة. وكان من الممكن أن تكون إندونيسيا خيارًا منطقيًا، لو أنها حضرت اجتماع «أصدقاء بريكس».
* رهان ثالث:
ينحدر أربعة من الأعضاء الستة الجدد من الشرق الأوسط، وهى المنطقة التى وسعت بكين بشكل مطرد علاقاتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية فى السنوات القليلة الماضية.
.. والنتيجة:
مجموعة بريكس الموسعة ستزيد من صعوبة تفعيل مهمتها المتمثلة فى تعزيز مصالح الجنوب العالمى. لقد كانت مجموعة بريكس دائما تجمعا مثقلا بالرمزية وليس بالجوهر. وحتى مخرجاتها الملموسة، مثل بنك التنمية الجديد الذى تم التفاوض عليه والتنسيق معه بجهد مضنى، لم تنجح بشكل ملحوظ فى تغيير مشهد الحكم العالمى على النحو الذى كانت المجموعة تأمله. إن إضافة المزيد من الأصوات المتباينة إلى مجموعة بريكس لن يؤدى إلا إلى زيادة التحدى المتمثل فى التوصل إلى اتفاق بشأن المجالات الرئيسية التى تأمل المجموعة فى إحراز تقدم فيها، مثل الحد من استخدام العملات المحلية فى التجارة وتوسيع علاقاتها المصرفية المراسلة.
* غياب بوتين
تقنيًا غاب اجتهاد الباحث «مايكل بوسيوركيو»، عن بعض ما يمكن أن يشغل عاملًا أكاديميًا فى مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسى؛ الذى حضر إلى جوهانسبرج، جنوب إفريقيا، لحضور قمة بريكس.
فى التقرير قال «بوسيوركيو» إنه فى حين كان غياب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بمثابة الإبهام المؤلم، حتى لا يتفوق عليه مهرجان القمر الهندى وشى الذى يمطر الدولة المضيفة جنوب إفريقيا بالمال، فقد تمكن من سرقة دورة الأخبار من خلال تحييد خصم رئيسى، بينما كان القادة جالسين.
.. ومما قال: إن انضمام الأرجنتين ومصر وإثيوبيا يمنح أمريكا الجنوبية وإفريقيا تمثيلًا أكبر. وتساعد عضوية إيران فى تلميع صورة مجموعة بريكس باعتبارها ناديًا شاملًا يسمح للدول بالدخول (...) وكان من المتوقع أن تنضم إندونيسيا، لكن يقال إنها طلبت المزيد من الوقت للاستعداد.
* دفع الولايات المتحدة والبرازيل إلى التباعد.
نائبة مدير مركز أدريان أرشت لأمريكا اللاتينية التابع للمجلس الأطلسى «فالنتينا صادر» تقود عمل المركز بشأن البرازيل، والمساواة بين الجنسين، والتنوع، وتدير المجلس الاستشارى للمركز، خصصت خبرتها لتنويه الصلة بين نتائج القمة وما يحدث بين الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل.. كيف ذلك؟.
هى تقول:
كان الرئيس البرازيلى لويز إيناسيو لولا دا سيلفا يسير على خط رفيع فى سياسته الخارجية. وربما كانت قمة بريكس قد دفعت برازيليا وواشنطن إلى مزيد من التباعد.
ووضعت رؤيتها حول: إن النهج الذى ينتهجه لولا فى السياسة الخارجية ينسجم مع الأولويات التى تميز بها خلال ولايتيه الأخيرتين. وتشمل هذه الحاجة إلى نظام عالمى أكثر ديمقراطية تتمتع فيه دول مثل البرازيل والهند وجنوب إفريقيا بمكانة متساوية. لكن الديناميكيات الجيوسياسية الحالية تغيرت بشكل كبير.
.. وربما من المثير أن نفهم تحليلها استنادا إلى ما دافع عنه الرئيس البرازيلى «لولا» ووزير المالية فرناندو حداد علنًا عن دور مجموعة بريكس ليس كنقطة مقابلة للولايات المتحدة أو لهيمنة مجموعة السبع، بل كمساهم فى نظام عالمى أكثر دبلوماسية وشمولًا. ومع ذلك، وبالنظر إلى الحساسيات الجيوسياسية الحالية، إلى أى مدى لا تؤدى التحالفات - رغم كونها غير مباشرة - مع دول مثل روسيا وإيران إلى الإضرار بمصداقية البرازيل فى الخارج بشكل أكبر؟
عمليًا، وخارج نطاق بريكس، كانت البرازيل الدولة الوحيدة فى مجموعة بريكس التى أدانت الغزو الروسى لأوكرانيا فى الأمم المتحدة العام الماضى؛ والصين هى الشريك التجارى الرئيسى للبرازيل، والرئيسة السابقة ديلما روسيف هى الرئيس الجديد لبنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس. ومن ناحية أخرى، تسعى البرازيل إلى إقامة علاقات أقوى فى مجالات التجارة، والاستثمار، والمناخ، وغير ذلك من الأولويات المتبادلة مع الولايات المتحدة، التى زارها لولا خلال الشهر الأول من توليه منصبه. كما تسعى البرازيل إلى إقامة علاقات أقوى مع أوروبا، مع استمرار المفاوضات بشأن الاتفاقية التجارية بين ميركوسور والاتحاد الأوروبى.
.. وكشفت الباحثة حقيقة مهمة هى: وبينما تسعى البرازيل إلى إعادة تشكيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يصبح الاجتماع المقبل المحتمل بين لولا والرئيس الأمريكى جو بايدن فى نيويورك أكثر أهمية. ماذا يوجد على أجندة واشنطن؟
* فعالية بريكس.. فى قدرة الهند والصين على حل نزاعاتهما
ينجح المدير الأول وكبير زملاء مركز جنوب آسيا التابع للمجلس الأطلسى «كابيل شارما» فى طرق بعض حساسيات الوضع الجيوسياسى، بين الهند والصين.. ولفت بقوة الى حقائق مهمة منها:
*
أولا: وضع العالم اليوم
فى الفترة التى سبقت قمة بريكس، أعرب القادة الهنود باستمرار عن نواياهم بشأن المنصة، بما فى ذلك قضايا مثل الاستجابة لوباء كوفيد-19، وأزمة سلسلة التوريد والطاقة، وتأثير غزو أوكرانيا، والأزمة.
*ثانيا: إدارة الأزمات.
عدم قدرة المنصات المتعددة الأطراف التى يقودها الغرب على إدارة الأزمات العالمية. بالنسبة لدول مثل الهند، تمثل مجموعة بريكس كتلة مهمة تمثل 40% من سكان العالم و27.7 تريليون دولار من الاقتصاد العالمى. ومع ذلك، مع تركيز القوة الاقتصادية فى المؤسسات التى يقودها الغرب منذ الحرب العالمية الثانية، شعرت الهند وغيرها من دول الجنوب العالمى بأنها مهملة إلى حد كبير.
*ثالثا: المنظور العالمى الجديد
يعتقد القادة الهنود أن قمة بريكس يمكن أن تكون المنصة التى يمكن أن تجلب منظورا جديدا وأكثر إنصافا للتعاون العالمى وحل المشكلات. وبالتالى، فإن الهند ستضع قمة بريكس لعام 2023 فى موقع يسمح لها برفع الصوت الفعلى للجنوب العالمى.
*رابعا: طموحات مشروعة.
قد يؤدى توسع بريكس من خمس دول إلى إحدى عشرة دولة إلى اكتساب الهند والمجموعة للنفوذ (على الأقل بصريًا)، حيث تشتمل الكتلة الموسعة على تركيز أكبر من الدول المنتجة للطاقة، فضلًا عن التعاون المحتمل فى تحويل المعاملات التجارية بعيدًا عن دول مجموعة بريكس. دولار. وسيحاول الأعضاء استخدام هذا التوسيع للضغط من أجل إحداث تغييرات فى الأمم المتحدة والمؤسسات العالمية الأخرى. ومع ذلك، لكى تكون مجموعة بريكس فعالة على المدى الطويل، ستحتاج الهند والصين إلى حل التحديات الحدودية والتعاون فى القضايا العالمية الصعبة، بالإضافة إلى نشر رأس المال للاقتصادات النامية.
* إن التوسع سلاح ذو حدين بالنسبة لطموحات مجموعة بريكس
مروجانك بوسارى، مدير مساعد فى مركز الاقتصاد الجيولوجى التابع للمجلس الأطلسى، يضع التقييم المحلى لتوسيع بريكس، ينطلق من ثوابت راهنة، هى:
سيؤدى التوسع إلى تغيير نسيج مؤسسة بريكس بطريقتين رئيسيتين:
- أولًا:
يمكن أن تغير بنية المفاوضات داخليًا. ويختلف الأعضاء الجدد بشكل كبير من حيث الحجم الاقتصادى، وسياق الاقتصاد الكلى، وعلاقاتهم مع الاقتصادات غير الأعضاء فى مجموعة بريكس.
تتخذ مجموعة بريكس قراراتها من خلال الإجماع، وتحقيق الإجماع بين إحدى عشرة دولة ذات اقتصادات ومناطق جغرافية ومصالح متنوعة أصعب بكثير من تحقيقه بين خمس دول. وقد يتفق جميع الأعضاء على مبادئ، مثل زيادة التجارة فى العملات غير الدولار. ولكن إضافة أعضاء جدد من شأنه أن يبطئ بشكل كبير بعض تطلعاتهم الأكثر طموحا بمجرد أن يبدأوا التفاوض على التفاصيل الجوهرية لتلك المشاريع، على سبيل المثال، العملة المشتركة. لضمان فائدة وتماسك المؤسسة على المدى الطويل،
- ثانيًا:
قد تؤدى إضافة أعضاء جدد إلى نقل المؤسسة بعيدًا عن أصولها الجغرافية الاقتصادية المتمثلة فى خمسة بلدان تسير على مسارات نمو مماثلة، إلى منظمة مشحونة أكثر جيوسياسيًا وتتكون من أنواع مختلفة من الاقتصادات. فقد قادت روسيا والصين الدعوات إلى التوسع المتسارع، والمحاولات الرامية إلى وضع مجموعة بريكس كثقل موازن لمجموعة السبع من شأنها أن تجعل دولًا مثل الهند والبرازيل، اللتين تسيران بالفعل فى توازن دقيق مع الغرب، غير مريحة.
.. بريكس، حالة مجموعة تقف فى مواجهة أو مع الغرب، الصورة لا تتضح، فقد وضعت الولايات المتحدة الأمريكية والمجموعة الأوروبية، وبالتالى حلف الناتو، فى سياق الحدث، من كونه زيادة تراكم الحالة السياسية ودبلوماسية الأمم للبحث عن مكان فى قادم المواجهات، وربما تلك الحروب الباردة المصغرة التى تخل بالتعاون الدولى.