اليوم.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى موسى الحبشيّ
تحتفل الكنيسة البيزنطية، بذكرى القديس البارّ موسى الحبشيّ، وموسى حبشيّ الأصل. بعد حياة بعيدة عن الله، انقطع إلى الله في الصعيد المصري، في القرن الرابع، وأيضا القديس أوغسطينوس أسقف إبونة، والذي ولد سنة 354، في ثاغست في شمال إفريقيا. حصّل ثقافة واسعة، وعكف على التدريس في قرطاجة وروما وميلانو. في هذه المدينة الأخيرة تعرّف بالقدّيس أمبروسيوس اسقفها، فاستضاء بنور تعليمه وقداسته.
وانتحل الإيمان بالمسيح، وسلك طريق القداسة بعد حياة عاشها في الضلال والخطيئة (386). هذه الحياة البعيدة عن الله وصفها في اتضاع عميق وانسحاق قلب في كتاب "اعترافاته".
رُسِمَ كاهنًا لهذه المدينة سنة 396. دامت أسقفيّته 24 سنة. كان فيها الراعي القدّيس والمعلّم المؤلّف. انتقل إلى الله في مثل هذا اليوم من سنة 430، فيما كان البرابرة الفندال يحاصرون مدينة الأسقفيّة. القدّيس اوغسطينوس من عباقرة البشريّة وآباء الكنيسة العظام ومعلّميها اللامعين، ذوي الأثر والخالد في الفلسفة واللاهوت.
عظة الكنيسة في هذه المناسبة
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ البشارة كلّها مرتكزة على كلمة الله المسموعة والمتأمَّلة والمُعاشة والمحتفَل بها والمشهود لها. والكتاب المقدّس هو نبع التبشير. فبالتالي، علينا أن نتنشّأ باستمرار على الإصغاء إلى الكلمة. لا تستطيع الكنيسة أن تبشِّر إن لم تدع نفسها تُبَشَّر باستمرار. من الضروريّ "أن تصبح كلمة الله أكثر فأكثر قلب كلّ نشاطٍ كنسيّ" (البابا بندكتس السادس عشر). فكلمة الله المسموعة والمحتفَل بها، خاصّةً في الإفخارستيّا، تغذّي وتقوّي المسيحيّين داخليَّا وتجعلهم قادرين على شهادة حقيقيّة للإنجيل في الحياة اليوميّة. لقد تخطّينا التناقض القديم بين الكلمة والسرّ. الكلمة المعلَنَة، الحيّة والفعّالة، تهيّء لقبول السرّ، وفي السرّ تبلغ هذه الكلمة ذروة فعاليّتها.
اقرأ أيضًا
بيزنطيو مصر يحيون ذكرى القدّيس النبي صموئيل
يجب أن تكون دراسة الكتاب المقدّس بابًا مفتوحًا لجميع المؤمنين. من المهمّ أن تُخصِب الكلمةُ المعلنة جذريًّا التعليمَ المسيحيّ وجميعَ الجهود لنقل الإيمان. يتطلّب التبشير معرفة بكلمة الله وهذا يفرض أن تقدّم الأبرشيّات والرعايا والتجمّعات الكاثوليكيّة كلّها دراسةً جدّيّة ومثابِرة للكتاب المقدّس، وأن تشجّع أيضًا على القراءة المصلّية الشخصيّة والجَماعيّة. نحن لا نتلمّس طريقنا في الظلمة، ولا يجب أن ننتظر أن يخاطبنا الله، ففي الواقع، "الله تكلّم، لم يعد المجهول الأكبر، لكنّه أظهر ذاته" (البابا بندكتس السادس عشر). فلنستقبل كنز الكلمة المُعلَنَة السامي.