من حرية الصحافة إلى تحرير المرأة.. لماذا لُقب سعد زغلول بـ"زعيم الأمة"؟
حظى سعد زغلول، بتقدير وثقة المصريين ونال شعبية لم ينلها أي زعيم آخر سبقه، حتى لقبه الكثيرون بـ"زعيم الأمة"، ليس فقط لدوره البارز في ثورة 1919، لكن لمواقفه ولمبادئه التنويرية التي أرساها في عقول الكثيرين.
ولد سعد باشا زغلول، بمحافظة الغربية، وتلقى تعليمه فى الكُتّاب، ثم التحق بالأزهر فى عام 1873، وتتلمذ على يد الكبار الشيخ جمال الدين الأفغانى والشيخ محمد عبده، وعمل بجريدة "الوقائع المصرية"، وبعدها تقلد وظيفة معاون بوزارة الداخلية، لكنه فُصل منها لاشتراكه فى ثورة عرابى.
كما عمل أيضًا بمجال المحاماة، لكن قُبض عليه فى عام 1883 بتهمة الاشتراك فى التنظيم الوطنى المعروف بـ"جمعية الانتقام"، وطوال مسيرة حياته دافع سعد زغلول عن حرية شعب مصر ضد الاحتلال البريطاني، حيث كان زعيمًا وسياسيًا مخضرمًا، وأحد مفجري ثورة 1919، حتى وصل إلى رئاسة الوزراء في عام 1924م.
وفي السطور التالية نستعرض مجموعة من أهم مبادئ وأفكار زعيم الأمة، حول حرية "الصحافة" و"المرأة"، واحترام القانون.
حرية الصحافة
ودعا سعد زغلول لـ"حرية الصحافة" منذ زمن، فمن أشهر ما قال عنها: "الصحافة حرة تقول في حدود القانون ما تشاء وتنتقد ما تريد، فليس من الرأي أن نسألها لمَ تنتقدنا، بل الواجب أن نسأل أنفسنا لِمَ نفعل ما تنتقدنا عليه؟".
قواعد الحرية وحدودها
وأرسى سعد زغلول قواعده الموضحة لمفهوم ومعنى الحرية وحدودها، حيث قال: "كل أمر يقف في طريق حريتنا لا يصح أن نقبله مطلقًا مهما كان مصدره عاليًا ومهما كان الآمر به".
كما أعلن أيضًا عن مبادئه بقوله: "كل تقييد للحرية لا بد أن يكون له مبرر من قواعد الحرية نفسها وإلا كان ظلمًا"، مؤكدًا على رأيه في كتاباته الأخرى: "نحن نحب الحرية ولكنا نحب أكثر منها أن تُستعمل في موضعها".
تحرير المرأة
"إنني من أنصار تحرير المرأة، ومن المقتنعين بهذا الأمر، لأنه بغير تحرير المرأة لن نتوصل لبلوغ غايتنا في التحرر".. هكذا كان يؤمن سعد زغلول بأهمية تحرير المرأة كخطوة لتحرير الوطن.
الهجرة إلى بلاد الغرب
كان سعد زغلول له رأي خاص في هجرة بعض الشباب إلى الخارج، فكتب ذات مرة عن هذه الظاهرة: "يخطئ شبابنا المهاجر من بلاد الإسلام إلى بلاد الغرب حين يعتقدون أنهم ذاهبون الى أرض الفرص.. والحقيقة أن بلادنا الإسلامية لا تعوزها الفرص، ولكن شبابنا هم من يفتقرون إلى الصبر والفعل المنظم الهادف".
المعارضة في رأى سعد زغلول
تحدث سعد زغلول عن حياة المعارضة وضريبتها القاسية، قائلًا: قالوا إني أقصد من المعارضة الحصول على مركز سامٍ في الحكومة، وليس ذلك بصحيح لأني أعلم أن معارضتي وشدتي فيما مضى كانت هي السبب في بُعدي عن تلك المراكز السامية، فلا يمكن أن أتخذها اليوم وسيلة للحصول عليها، على أن أعظم مركز تطمح إليه نفسي هو مركزي الذي أنا فيه اليوم؛ لأنه المركز الذي أستطيع أن أتمتع فيه أكثر من غيره بالحرية التامة في إبداء آرائي التي أراها في مصلحة بلادي.
كما أن قول الحق وما يجول في ضمير زعيم الأمة، كان بمثابة عهد بينه وبين الله، كما قال: "قد عاهدت الله مذ نشأت على أن أصرح بما في ضميري وهذه هي لذتي في حياتي".
اقرأ أيضًا
في ذكرى رحيل "زعيم الأمة".. كيف انحاز طه حسين لحكومة يكن ورفض تمثيل سعد زغلول للمصريين؟