اليوم.. عيد الشهيد لوبوس واسقف لوبون في الكنيسة البيزنطية
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القديس الشهيد لوبوس والذي يقال إنه كان تلميذًا للقديس ديمتريوس، بالاضافة الى ذكرى إيريناوس أسقف ليون، والذي ولد ونشأ في آسيا الصغرى. ثم أصبح أسقفًا لمدينة ليون في فرنسا. فنشر ايمان المسيح فيها، وخلّف لنا من المؤلّفات اللاهوتيّة ما يضعه في طليعة آباء الكنيسة في منتصف القرن الثالث للمسيح.
عظة الكنيسة الاحتفالية بهذه المناسبة
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "إِنَّ فيه بَعلَ زَبول، و إِنَّه بِسَيِّدِ الشَّياطينِ يَطرُدُ الشَّياطين" ... إنّ ميزة هؤلاء الفاسدين الذين مسّهم الحسد هي أن يغمضوا أعينهم طالما استطاعوا، فلا يرون فضائل الآخرين؛ وحين تشتدّ بهم الصعاب وتتغلّب الحقيقة عليهم، حينها فقط يتوقّفون عن مهاجمتها والتقليل من أهميّتها. ففي الوقت الذي كانت فيه الجموع تتهلّل وتندهش لرؤية عجائب الرّب يسوع المسيح، نرى أنّ الكتبة والفرّيسيّين كانوا إمّا يحجبون نظرهم عمّا هو حقّ، وإمّا يحطّون من شأن ما هو عظيم، وإمّا يشوّهون ما هو حسن. فإذا بهم في ظرف معيّن يلعبون دور الجهلة ويطلبون من الكاتب آيات مميّزة: "فأَيُّ آيةٍ تَأتينا بِها أَنتَ فنَراها ونَؤمِنَ بكَ؟ ماذا تَعمَل؟". هنا نرى أنّهم لم يتجرّؤوا على نكران هذا الواقع، فراحوا يحطّون من شأنه بأن يطلبوا آية من السماء، وكأنّ تلك الآية أتت من هذه الدنيا؛ فأنكروه قائلين: "إِنَّ فيه بَعلَ زَبول، وإِنَّه بِسَيِّدِ الشَّياطينِ يَطرُدُ الشَّياطين"
اقرأ ايضًا
بيزنطيو مصر يحيون ذكرى القدّيس النبي صموئيل
يا أحبّائي، إنّ هذا هو التجديف على الرُّوح الذي يجمع كلّ مَن تمّ تقييدهم بسلاسل الشعور الأبديّ بالذنب. فالتوبة ليست بعيدة عن منال من يثمر ثمرًا يدلّ على توبته إلاّ أنّ المرء عندما يرزح تحت ثقل الشرّ، لا تعود له القدرة على التطلّع إلى تلك التوبة التي تقود إلى المغفرة. وبفضل حكم الله العادل والعميق، نرى أنّ المرء الذي يجد في أخيه نعمة تدلّ على عمل الرُّوح القدس، ولا يتمكّن من نكرانها مع أنّ الحسد يغمره، لا يتوانى عن النسب إلى تلك الرُّوح الشريرة ما هو على علم بأنّه آت من الرُّوح القدس. لقد رحل روع النعمة عنه وأعمى الخبث بصيرته، فتخلّى عن التوبة التي تقوده إلى المغفرة. وهل هنالك أسوأ من أن نتجرّأ، بسبب الحسد من أخ لنا علينا أن نحبّه كأنفسنا، على التجديف على محبّة الله الذي علينا أن نحبّ أكثر من أنفسنا، وعلى إهانة عظمة الله بتكذيبنا للإنسان؟