تعاقد على أربعة أفلام بأجر بسيط.. سر انطلاقة كمال الشناوي الفنية
خاض الفنان الراحل كمال الشناوي، الذي يحل اليوم ذكرى وفاته 22 أغسطس 2011، مسيرة فنية طويلة، قدم فيها ما يقرب من 272 عملا في السينما والتليفزيون، وتنوعت شخصياته بين الخير والشر، الدراما والكوميديا، وغيرها.
انطلاقة كمال الشناوي
وفي حوار له بصحيفة "روز اليوسف" بعددها الصادر بتاريخ 31 يوليو لعام 1989، تحدث الشناوي عن انطلاقته الفنية قائلا: “كانت انطلاقتي شديدة الغرابة، فقد أصبحت نجما منذ الفيلم الأول، بل أنني وقعت أربعة عقود مع المخرجين أحمد بدرخان وبركات قبل ظهور فيلمي الأول للجمهور، لأنهما شعرا أنني سأصبح شيئا ذات يوم فأرادا أن يتفقا معي بأجر بسيط، ولم تكن ظاهرة ولادة الممثل نجما مقصورة على مصر فقط في ذلك الوقت”، مستطردا: “صنعت هوليوود وقتها نجوما منذ أفلامهم الأولى كهنرى فوندا، جريجوري بيك، كلارك جيبل، وروبرت تايلور، وهي مسألة لم تنجح مع جميع الممثلين، فالممثل المؤهل للنجومية يمتلك قالبا خاصا وقواما ومظهرا وملامح تشبع أذواق الجماهير في فترة ظهوره، كما أن الله يهبه نورا ماسيا يضفي عليه بريقا خاصا له تأثير غامض على المشاهد، ونوعا غريبا من التواصل اللامحسوس يجعل الناس تحبه وتنتظر ظهوره دون أن تدري سببا معينا لذلك”.
ظاهرة "الفتى الأول"
وعن ظاهرة "الفتى الأول" أوضح: “أن هذه الظاهرة اختفت فعلا، ربما لأن نظرة الناس - ومنهم الفتيات - للسينما اتغيرت، فقد كانت فيما مضى تمثل التسلية الوحيدة بالنسبة لهم، وكانت شيئا كالسحر ونجومها في مخيلة الجماهير مخلوقات غريبة أشبه بالملوك والأباطرة لا يتصور أحد أنهم يعيشون مثله، يأكلون ويشربون، ومن هنا كان النجم السينمائي فتى أحلام المرأة التي لم تحتك بالمجتمع - في ذلك الوقت - ولم تدرك أن عشرات الرجال مثله - وربما أكثر وسامة - يملأون الشركات والمصالح الحكومية ولذلك كنا نرى الفتيات لا يفصلن بين ما يشاهدنه على الشاشة وبين مشاعرهن الخاصة، هيتعلقن بنجمهن المفضل تعلقا عاطفيا ويكتبن له خطابات غرامية وربما يعشن في مأساة نفسية نتيجة لذلك”.
وأضاف: “الآن الأمور تغيرت وخرجت المرأة إلى العمل وتعاملت مع أنماط مختلفة من الرجال، وأصبحت مشغولة بأمور كثيرة أخرجتها من رومانسيتها القديمة، فتوارى إحساسها وراء خشونة الحياة التي تعيشها”.