بيزنطيو مصر يحيون ذكرى القدّيس النبي صموئيل
تحتفل الكنيسة البيزنطية بتذكار القدّيس النبي صموئيل، وكانت أمّه حنة عاقراً. فاستجاب الرّب تضرّعاتها الحارّة، وأنعم به عليها. وأنشدت التسبحة التي نتلوها في رتبة صلاة السحر"تشدّد قلبي بالرب..." (سفر الملوك الأوّل، الفصل الثاني). نشأ الصبيّ وتربّى في بيت الله في شيلو بالقرب من عالي الكاهن. كان قاضيًا في إسرائيل. ثم مسح شاول وداود ملكين على إسرائيل. وانتقل إلى الله طاعنًا في السن في آخر أيّام شاول، حول سنة 1010 قبل المسيح.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها علينا ألاّ نعطي لأنفسِنا الحقَّ بالحُكم على الأغنياء. وعلينا ألاّ نبتغي صراعًا بين الطبقات إنّما علينا تحقيقُ اللقاء بينها فيخلّصُ الغنيُّ الفقيرَ ويساهمُ الفقيرُ بدوره بخلاص الغنيّ.
إنّ فقرَنا أمام الربّ هو طريقتنا المتواضعة في الإقرار بحالة الخطيئة والعجز والعدم التي تطبعنا وفي تقبّلها؛ إنّه أسلوبُنا في الإقرار بحالة العوَز التي تجسّدُ رجاءَنا به وتطلّعَنا إلى الحصول على كلّ ما هو منه لكونه "أبانا". ينبغي لفقرنا أن يكون فقرًا إنجيليًّا حقيقيًّا – فقراً مُحبًّا، عطوفًا، سعيدًا، مُعاشًا بقلبٍ منفتح، ومستعدًّا على الدوام لبثٍّ ذبذبات الحبّ. إنّ الفقرَ هو حالة حبٍّ قبلَ أن يكونَ تعبيرًا عن الزهد. إنّ المحبّة تقتضي منّا عيشَ العطاء كما أنّ العطاءَ يوجبُ علينا التحرّرَ من الأنانيّة بشتّى أشكالها.