سيول الخير تروي سانت كاترين.. هل نجحت منشآت الحماية الصناعية في الاختبار؟
في سابقة هي الأولى من نوعها، شهدت مدينة سانت كاترين جنوب سيناء سيولًا مؤخرًا، وهي المرة الأولى التي تقع فيها سيولًا بالمنطقة في شهر أغسطس من العام، الأمر الذي تفائل به أهل المحافظة مستبشرين به خيرًا، وفي أيام قلائل حققت تلك السيول خيرًا بالفعل، ساعد في ذلك سياسات الحكومة التي استطاعت الاستعداد لها واستغلالها الاستغلال الأمثل، وتحويلها لتصبح إغراقًا بالخير المكنز بدلًا من كونها مجرد إغراقًا بالماء.
السيول خلفت 15 ألف متر مكعب من المياه بـ4 بحيرات
نتج عن هذه السيول ما يقرب من 745 ألف متر مكعب من المياه، حجز سد وادي "المرة والعرادة" - وهو سد على طريق كاترين - حوالى 700 ألف متر مكعب من المياه، وذلك بالإضافة لحماية الطريق والتجمعات السكنية خلف السد.
وامتلئت البحيرة الجبلية الواقعة على مخر سيل وادى الحداية بسعة 5 آلاف متر مكعب، وحجز سد وادى الإسباعية، ما يقرب من 10 آلاف متر مكعب منها، لتمتلئ البحيرة الجبلية المنفذة بوادى المرة بسعة 10 آلاف متر مكعب، كما مر سيل وادى المعادة عبر المجرى الصناعى المنشأ بهذا الخصوص مع امتلاء عدد 2 بحيرة جبلية منفذة على الوادى بسعة 5 آلاف متر مكعب.
كما امتلأت 4 بحيرات بما يقرب من 15 ألف متر مكعب، فى منطقة النبى صالح، في حين لم تنتج أية آثار سلبية عن السيول.
في الوقت نفسه مر سيل خفيف بمنطقة الزيتونة بسانت كاترين في مجراه الطبيعي ولم يؤثر علي حركة الطريق، والوضع حاليا مستقر بمنطقة سانت كاترين وجميع الأعمال الصناعية المنفذة بحالة فنية جيدة.
وزير الري: منشآت الحماية نجحت في مواجهة السيول
وقال الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، في تصريحات له، إن منشآت الحماية وحصاد مياه الأمطار وبالأخص البحيرات الجبلية التى تم تنفيذها بالأدوية الفرعية بمحيط مدينة سانت كاترين، تمكنت من التعامل مع العاصفة المطرية وتوفير الحماية للمواطنين والمنشآت بالمنطقة من تأثير السيول.
وأوضح أنه تم تنفيذ أعمال صناعية للحماية من أخطار السيول وحصاد مياه الأمطار بمدينة سانت كاترين تتضمن 2 بحيرة صناعية بسعة تخزينية واحد مليون متر مكعب تقريبا بمنطقتى الواطية والزيتونة، كذلك تم تنفيذ سد على وادي الإسباعية بسعة 100 ألف متر مكعب، بالإضافة إلى عدد 244 بحيرة جبلية فى الأودية الفرعية بمحيط المدينة والتجمعات البدوية التابعة لها.
نتائج السيول بين الماضي والحاضر
والمتأمل في أحداث الماضي، يمكنه أن يجد الفارق بين نتائج وقوع السيول، ويقدر حجم التغيير الإيجابي الذي طرأ على نتائج السيول حاليًا والناتج عن سبل الاستعدادات والاستغلال المثلى لها، إذ سبق وأن تعرضت مصر من قبل فى الثمانينيات والتسعينيات إلى السيول ولكن لم تكن نتائجها موفقة، بل أدت إلى حدوث العديد من الكوارث ووقوع مئات من الضحايا.
ففي عام 1994 وقعت سيول في "درنكة" بمحافظة أسيوط بسفح الجبل الغربي ودمرت 9 مخازن ممتلئة بما يقرب من 40 طنًا من الوقود الذي طفى على سطح المياه، وتحول إلى سوائل مشتعلة أغرقت القرية وقضت عليها في أقل من 3 ساعات.
وحسب إحصائيات الجهاز المركزي ومديرية الصحة "لم ينجوا أحد" إذ توفي حينها 300 شخص، وما يقرب من 50 آخرين تم فقدهم بعد أن انصهرت جثثهم تمامًا كذلك أصيب 65 من أهالي القرية، وكان عددد المنكوبين 3371 مواطنًا، ونتج عن تلك الكارثة فقدان 440 أسرة منازلها وتلف ما يقرب من 20 ألف فدان ونفوق 3200 رأس ماشية وانهيار وتصدع الطرق والكباري.
السناريو نفسه تكرر عام 2014 بتلك القرية، وتسببت السيول في غمر 5 آلاف فدان من الأراضي الزراعية بالمياه، وهو ما أدى إلى غرق المحاصيل وإتلافها، وهدمت المياه العديد من المنازل ونفوق الكثير من الحيوانات، وبقيتا تلك الحادثتين عالقتين في أذهان أهل القرية حتى يومنا هذا.
بينما في عام 1996 فقد توقفت حركة السياحة بالعديد من الأماكن السياحية الصعيد منها "معبد وادي الملوك ووادي الملكات، ومعبد سيتي الأول، ومقبرة خور محب، وتوقفت حركة المرور بين محافظات الصعيد بسبب غرق الطرق وانهيار أبراج الكهرباء الناتج عن السيول.
أكثر المناطق عرضة للخطر
جديرًا بالذكر أن هناك عدد من المناطق هي الأكثر عرضة للسيول وتساقط الأمطار في مصر، حسبما أوضح الخبراء إذ أن منطقة جنوب سيناء تعتبر إحدى هذه المناطق التي تسقط عليها السيول في الفترة من أكتوبر إلى مايو وتُحدِث أمطارًا غزيرة في الخريف في شهرَي أكتوبر ونوفمبر وتُسبِّب سيولًا جارفة، ويزداد المطر السنوي في شمال خليجَي السويس والعقبة عن جنوبهما.
وتتعرض المنطقة الغربية لجنوب سيناء، في فصل الشتاء في ديسمبر ويناير وفبراير من كل عام إلى تجمعات سحب رعدية مسببةٍ لأمطار تسقط على هضبة التيه العربية نتيجة للرياح الجارفة مثل وادي سدر ووادي وردان ووادي غرندل ووادي الطيبة ووادي بعبع ووادي سدري ووادي فيران ووادي سعر ووادي شدق إذ تصب مياههم في سهل القاع كما تتجه بعد ذلك جنوبًا لتصب في خليج السويس عبر طريق وادي الأمواج شمال مدينة طور سيناء، وتعتبر بين أكثر الأودية التي تتأثر بالسيول هو وادي العريش بداية من جبال هضبتي التيه والعجمة وكذلك وادي برقة ووادي أبو طريفية ووادي عقابه.