الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد ميرون
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد ميرون الذي استشهد في عهد الإمبراطور داكيوس (249-251).
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: ما كان بإمكان الله أن يقدّم للبشر هديّةً أعظم من كلمته الّذي به خلق كلّ شيء؟ فقد جعل الكلمة رئيسًا على مخلوقاته، أي رأسها، ومنها صنع أعضاءه كي يكون هو ابن الله وابن الإنسان في الوقت نفسه: إله واحد مع الآب، وإنسان واحد مع البشر. لقد وَهَبَنا هذه الهديّة لكي، عندما نخاطب الله في الصلاة، لا نفصل ابنَه عنه، ولكي، عندما نصلّي، لا ينفصل جسد الابن عن رأسه -- لكي يكون هو المخلّص الوحيد لجسده، ربّنا يسوع المسيح، ابن الله، الّذي يصلّي من أجلنا، ويصلّي فينا، ونرفع إليه صلاتنا في الوقت نفسه.
هو يصلّي من أجلنا كما لو كان كاهِنَنا، ويصلّي فينا مثل رئيسنا، رأس الجسد، ونحن نرفع إليه صلاتنا كإلهنا. فلندرك إذًا كلماتنا فيه وكلماته فينا... فهو لم يتردّد في الاتّحاد بنا. وها إنّ الخليقة كلّها تخضع له لأنّه هو مَن صَنَعَها: "في البَدءِ كانَ الكَلِمَة والكَلِمَةُ كانَ لَدى الله والكَلِمَةُ هوَ الله. بِه كانَ كُلُّ شَيء وبِدونِه ما كانَ شَيءٌ مِمَّا كان".
ولكن فيما بعد، إذا سمعنا في الكتب المقدّسة صوت المسيح نفسه يئنّ، ويصلّي، ويعترف، فلا نتردّد في أن نَنسب إليه هذه الكلمات. فلنتأمّل مَن "كان في صورة الله" كيف "تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت"
فلنصغِ إليه، معلّقًا على الصليب، جاعلاً من صلاة أحد المزامير صلاته؛ فإنّنا نصلّي إذًا إلى الرّب يسوع على أنّه الله، وهو يصلّي على أنّه خادم؛ من ناحية، الخالق، ومن ناحية أخرى، إنسان متّحد بالخليقة، ومشكّلاً معنا إنسانًا واحدًا – الرأس والجسد. فنحن إذًا نرفع إليه صلاتنا، ونصلّي به وفيه.