تنمية البوابة الغربية
بالأعلام المصرية واللافتات الترحيبية، استقبل أهالى السلوم، صباح أمس، الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى زار المدينة الواقعة على الحدود الغربية، وتفقد عددًا من المشروعات القومية والاستراتيجية، نرى أنها مجرد عينات ممّا تم إنجازه بطول الساحل الشمالى الغربى، الممتد إلى العلمين لمسافة تزيد على٥٠٠ كم، ويزيد عمق نطاقها وظهيرها الصحراوى على٢٨٠ كم، ويشغل مسطحًا مساحته حوالى١٦٠ ألف كم مربع تقريبًا.
توصف مدينة السلوم بأنها بوابة مصر الغربية، إذ يمر عبرها الطريق الوحيد المؤدى إلى، والقادم من ليبيا ودول المغرب العربى. وبعد حصر مطالب واحتياجات سكانها، والقرى التابعة لها، وضعت مبادرة «حياة كريمة»، بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية، استراتيجية متكاملة لتطويرها بشكل يلبى تلك المطالب والاحتياجات. ثم انطلقت مشروعات المبادرة الرئاسية فى المرافق والبنية التحتية ومختلف المجالات التنموية والخدمية، إضافة إلى عملية تطوير منفذ السلوم البرى التى تضمنت رفع كفاءة ١٧ مبنى وإنشاء ١٣ أخرى، وصالات للسفر والوصول وممر المسافرين المترجلين، ومبانى الجوازات والجمارك والرقابة على الصادرات والواردات، وتخزين البضائع و... و... والإسعاف والمطافئ والسوق الحرة.
جرى، مثلًا، إنشاء شبكة متكاملة من الطرق الداخلية للمدينة ومضاعفة الطاقة الإنتاجية لمحطة تحلية مياه البحر بشكل يلبى احتياجات أهالى المدينة وقراها ومنفذها البرى الحدودى. كما تم تنفيذ خطة لإنارة التجمعات السكانية، التى ظلت لسنوات طويلة محرومة من الكهرباء، بالإضافة إلى تشغيل محطة لتحلية مياه الآبار بقرية أبوزريبة، وأخرى بقرية بقبق لتوفير مياه الشرب النقية لتلك القرى الواقعة فى عمق الصحراء.
إلى جانب عددٍ من المشروعات الطموحة لتنمية الساحل الشمالى الغربى للبلاد فى مختلف المجالات، خاصة الزراعية والسياحية، شهدت المنظومة التعليمية فى السلوم، ومحافظة مرسى مطروح، إجمالًا، تطورًا غير مسبوق، خلال السنوات القليلة الماضية، سواء على مستوى معدلات بناء المدارس الجديدة، أو تطوير وتأهيل وتوسعة المدارس الموجودة. كما تم إنشاء العديد من الكليات فى التخصصات المختلفة. كما جرى البدء فى تنفيذ مشروع الصرف الصحى المتكامل لمدينة السلوم بطاقة ٧٠٠٠ م٣، وبتكلفة إجمالية ١٧٧ مليون جنيه، ويتكون من عدد ٤ محطات رفع وشبكات انحدار وخطوط طرد ومحطة معالجة، بمدة تنفيذ لا تزيد على ١٨ شهرًا، فى إطار توصيل خدمات البنية التحتية لجميع أبناء محافظة مطروح وتوفير حياة كريمة لهم.
تستحوذ محافظة مطروح على ٥.١٪ من حجم الاستثمارات العامة للدولة، وتبلغ عدد الشركات الاستثمارية العاملة بالمحافظة ٤٣٢ شركة موزعة على القطاعات الخدمية والصناعية والسياحية وغيرها، بإجمالى رأسمال مصدر ومدفوع قيمته ٣.٦ مليار جنيه. ومن اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، عرفنا أن المحافظة شهدت تنفيذ مشروع المواءمة فى البيئات الصحراوية بقيمة ٨١.٦ مليون دولار، وتمويل ٥٠٣ مشاريع صغيرة ومتوسطة بقيمة ٥٤ مليون جنيه، وإنشاء مصنع استخلاص الأملاح الغذائية والعلاجية بتكلفة ٥٢ مليون جنيه، و... و... وإنشاء الخط الخامس بمصانع تعبئة المياه الطبيعية فى سيوة، الذى بلغت تكلفته ١٤١ مليون جنيه.
فى هذا السياق، طالت أعمال التطوير الضخمة، المستمرة منذ تسع سنوات، جميع القطاعات الخدمية والاستثمارية فى محافظة مطروح، وعلى رأسها القطاع الصحى، الذى شهد إنشاء مستشفى النجيلة المركزى، وتطوير مستشفى السلوم المركزى، ومستشفى العلمين النموذجى، ومستشفى مطروح العام، و... و... والعديد من المستشفيات والمراكز الطبية، إلى جانب رفع عدد المستفيدين من التأمين الصحى إلى نحو ٣٩٠ ألف مستفيد، وإطلاق عدد من المبادرات والحملات الصحية، كمبادرة علاج سوء تغذية الأطفال، والحملة القومية للقضاء على التقزم والأنيميا والسمنة، التى قامت بتوقيع الكشف الطبى على ٨٧ ألف طالب.
.. وتبقى الإشارة إلى أن تنمية الساحل الشمالى الغربى من السلوم حتى العلمين، هى جزء من خطة ترسيم الحدود المستقبلية لكل محافظات الجمهورية، التى جرى ويجرى تنفيذها، فى إطار «رؤية مصر ٢٠٣٠» للتنمية المستدامة، والتى تهدف إلى تحقيق النمو الاقتصادى، وتوفير فرص العمل وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب الزيادة السكانية المتوقعة فى العقود المقبلة.