الكنيسة البيزنطية تحتفل بعيد السيدة العذراء
تحتفل الكنيسة البيزنطية بعيد السيدة العذراء، وفي نشرتها التعريفية بالعيد قالت الكنيسة: جاء في التقاليد القديمة انه عندما حان الزمن واردا المسيح أن ينقل والدته إليه، سبق واعلمها قبل ثلاثة أيام بانتقالها من الحياة الأرضية إلى الحياة الأبدية السعيدة. فأسرعت العذراء مريم وصعدت إلى جبل الزيتون لتصلّي وتشكر الله. ثم عادت إلى منـزلها واعدّت ما يحتاج اليه لدفنها. وعلم الرسل بوحي الروح، فانتقلوا بصورة عجيـبة من أقاصي الأرض حيث كانوا، إلى أورشليم، إلى بيت مريم.
ففسَّرت لهم ما دعى إلى هذا الانتقال السريع والعجيب، وعزَّتهم. ثم رفعت يديها الطاهرتين إلى السماء وباركتهم وصلّت لأجل سلام العالم. وفاضت نفسها الفائقة القداسة والطاهرة بين يدي ابنها وربها. فحمل الرسل الجثمان الأقدس ودفنوه في الجسمانيّة. إلا إنهم بعد ذلك بثلاثة أيام، إذ اجتمعوا في محفل تعزية، ورفعوا الخبر ليكسروه باسم يسوع، ظهرت لهم والدة الإله وابتدرتهم بالسلام. فتيقنوا إذ ذاك إنها انتقلت إلى السماء بالنفس والجسد. عمّ عيد الانتقال الإمبراطورية البيزنطية بين سنتي 588 و602. والحبر الروماني البابا ثاوذورس الأول (642-649)، وكان قبلاً من الاكليروس الأورشليمي، ادخل هذا العيد إلى كنيسة روما.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كان يجب على مريم أن تكون مرتا قبل أن تصبح حقًّا مريم. لأنَّها طالما كانت جالسة عند قدميّ الربّ، فهي مريم بالاسم وحسب، وما كانت بعد مريم الحقيقيّة وما تمثّله في الحياة الرُّوحيّة.
إنّ بعض الناس يدفعون الأمور إلى أبعد الحدود لأنّهم يريدون التحرّر من الأعمال كلّها. أقول إنّها مقاربة خاطئة! فالتلاميذ لم يباشروا بخلق أيّ أمرٍ ملموس وصلب إلاّ بعد حلول الرُّوح القدس عليهم. ومريم أيضًا، طالما كانت جالسة عند قدميّ الربّ، كانت ما زالت تتعلّم؛ كانت قد التحقت لتوّها بالمدرسة، وابتدأت تتعلّم أن تعيش. ولكن فيما بعد، بعد صعود الرّب يسوع إلى السماء، وتلقّي مريم الرُّوح القدس، عندها فقط بدأت خدمتها. مخرت البحار وبشّرت وعلّمت وأصبحت مساعدة للرسل.
بِدءًا من اللحظة الأولى التي صار فيها الله إنسانًا والإنسان الله، باشر الرّب يسوع المسيح أيضًا العمل لتحقيق سعادتنا الفائقة، وذلك حتّى النهاية، حتّى موته على الصليب. فكلّ عضو من جسده شريك في هذا العمل العظيم.