رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد زحام: نشر الكتاب "مكلف".. والناشر تاجر يهمه المكسب (حوار)

الكاتب أحمد زحام
الكاتب أحمد زحام

ما بين أول الكتب المنشورة وصولا لأحدثها، هناك حكايات عن رحلات الكتاب والمبدعين مع دور النشر، هناك صعوبان ومعوقات مع نشر العمل الأول، وهناك أيضا المشكلات المتكررة والمتشابهة بين المبدعين ودور النشر، سواء فيما يخص تكلفة الكتاب، أو توزيعه، والعقود المبرمة بين الطرفين، أو حتي حقوق الملكية الفكرية وغيرها. 

في سلسلة حوارات تقدمها “الدستور” يحكي الكتاب تجاربهم مع عالم النشر.

وفي هذا الصدد يحدثنا كاتب أدب الأطفال أحمد زحام، صاحب مؤلفات: السلطان والقمر، حصان العم رضوان، السكين والثور، بيبى السر الغامض، فلاح فصيح جداً جداً، الأهرامات .. الرحله المستحيلة، تحوتي .. حرب السلال، بيت واحد وألف باب، طارق ومصباح علاء الدين، زقزوق والعيد، بنت السيرك، النسر الذهبي، رادوبى الجميلة وغيرها.

ـ ما الصعوبات التي صادفتك في طريق نشر كتابك الأول؟

نشرت كتابي الأول كان عام 1978، اختارني الكاتب الكبير الراحل صلاح عيسى ومجموعة من الشباب في مشروعه عن زعماء وقادة الأمة العربية لتقديم هؤلاء في كتب لليافعين لدار الفتى العربي، وكان من نصيبي الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم، وفعلا بدأت رحلة البحث والدراسة والكتابة عن هذه الشخصية في دار الكتب، من خلال الجرائد والمجلات خلال فترة حكمه، وكنت كثير التردد عليه في دار الفتى العربي، وهي من أول دور النشر التي إهتمت بالطفل واليافعة، ورأيت كتب الأطفال للكاتب الكبير السوري زكريا تامر، وكنت أكتب في هذه الفترة القصة القصيرة، وبعض قصص أطفال، فاستهوتني الفكرة فقدمت لهم ماكتبت فرحبوا بي، فكان أول كتاب عام 1978 السلطان والقمر ورسمه لي الفنان السوري الراحل نذير نبعه، وعليه لم تكن هناك صعوبة في نشر كتابي الأول.

ــ ما المشاكل التي واجهتها بخصوص حقوق النشر والملكية الفكرية؟

أواجه مشكلة أن الناشر يسلب حق الملكية الفكرية من المؤلف في بعض دور النشر، بشكل قمعي، منها ماهو محدد بعدد من السنين خمس أو عشر سنوات، والبعض في المطلق، وكل هذا مقابل أن يكون لك كتاب، البعض يدفع مبالغ قليلة جدا، والآخر لا يدفع.. مقابل أن يعطيك عدد محدود من النسخ، والآخر تدفع أنت حق الطباعة ولا تحصل إلا على عدد محدود من النسخ مع حفظ حق الناشر في الملكية الفكرية، والقضية الجديدة هي حقوق النشر الإلكتروني للنص، النزاع القائم بين المؤلف والناشر حاليا، كل هذه مشاكل وقعت فيها طواعية أو جبرا.

ــ كيف تواجه هذه المشكلات مع الناشر؟

إنتبهت على أن أكون حريصا عند قراءة العقد، بعيدا عن لهفة الرغبة في نشر أعمالي، فعادة الناشر لا يستمع لك بعقلانية، ولكن بعقلية التاجر، يحكمه المكسب والخسارة.

ــ وما أصعب موقف تعرضت له؟

ذات مرة طلبت مني إحدى دورالنشر الألكترونية التعاقد معي على نشر كل أعمالي ألكترونيا على منصتها، للأسف عندما رجعت إلى العقود الموقعة مني مع دور النشر الورقية وجدت أحقيتهم خلال فترة التعاقد ملكية النص ألكترونيا.

ــ هل سبق ووصلت خلافاتك مع ناشر ما إلى ساحات المحاكم؟

للأسف حاليا أرغب في ذلك، تعاقدت مع إحدى دور النشر على طبع كتابين للأطفال ومرت ثلاث سنوات وزيادة ولم تطبع الأعمال ونحن نقترب من نهاية التعاقد، مبررات التعطيل لا تتفق مع الواقع فقد قاموا بطبع أعمال الآخرين إلا أنا، حتى ظننت أن مايحدث له إرتباط بمسابقة كنت محكما فيها، ولم تنل دارهم شرف الفوز.

ــ هل قمت يوما بسداد كلفة نشر كتاب لك ؟

نعم.. في مجموعتي القصصية “غرفة رطبة”، وكانت عبارة عن قصص قصيرة جدا ذات الصفحة الواحدة عن فترة حكم الإخوان والثورة، وكان الناشر صديقي فأخذ القليل مجاملة لي.

ــ ما الذي حلمت به لكتاب من كتبك ولم يتحقق وتأمل أن تتداركه مع مؤلف جديد؟

رواية اليافعين الأهرامات الرحلة المستحيلة، فقد حلمت أن تأخذ حقها في الإنتشار، رغم أنها إصدار دار الهلال، ورغم إختيارها من لجان مكتبات التربية والتعليم لتكون من المقتنيات. وحلمت لكتاب من كتبي أن يتم إصداره من جديد برسام جديد.

ــ في رأيك صناعة النشر في تقدم أم تراجع؟

للأسف في تراجع، ويرجع السبب إلى الغلاء في أسعار الورق، وخامات الطباعة، فخرجت كثير من دور النشر من السوق، فنشر طباعة الكتاب أصبح مكلفا جدا، والناشر تاجر يهمه المكسب.