عادل ضرغام: طه حسين جعل الثقافة وليس النقد هما شخصيا وقوميا
عقب تخصيص مصر العام الجاري بعام طه حسين، صاحب مستقبل الثقافة في مصر وعميد الأدب العربي ومحرر النقد الأدبي من أسواره الذاتية المجتمعية يدور هذا التقرير التالي حول كيف حرر العميد النقد من سجن الأكاديمية ليكون أحد أعمدة الصحافة الثقافية المصرية.
قال الناقد والأكاديمي الدكتور عادل ضرغام: "يعتبر طه حسين الشخصية الأهم في النصف الأول من القرن العشرين، حتى في ظل حضور السياسيين والحكام والمثقفين، وذلك لأنه أسهم في تغيير حركة المجتمع، وتأثيره لا يقف عند حدود المتخصصين في النقد الأدبي ولكنهم، امتد إلى حدود أكثر رحابة ومنها رجل الشارع العادي، وفي ذلك تتشكل قدرته ونجاحه، في تحريك الإطار العام، وفي تخليص النقد الأدبي من حدوده الأكاديمية.
وأضاف: “طه حسين كاتب مقال وكاتب رأي وبقوة مشتبك مع الواقع المحيط، وفي هذا الاشتباك تتجلي القيمة ويتجلى التأثير”.
وتابع ضرغام "لكن الإنصاف يقتضي منا أن نشير إلى ان طه حسين جاء في عصر مغاير، يمكن أن نطلق عليه عصر الثقافة بوصفها حضورًا لافتًا، ومشاركة لطبقة كبيرة تسمى الطبقة المتوسطة، التي يناط بها قيادة وتوجيه الرأي العام، وتشكيل حدودة، ولكن للأسف هذه الطبقة في طريقها للتأكل، ولا يتبقى سوى نخبة استهلاكية فارغة لا اهتمام لديها بالثقافة؛ وعلى هذا فتأثير طه حسين ليس في نقل النقد الأدبي للخارج، ولكنه يتمثل في جعل الثقافة وليس النقد هما شخصيًا وقوميًا لأنه ابن عصره وزمانه.