ما المقصود بـ«قتل النفس» في الإنجيل؟.. الأنبا نيقولا يُجيب
قال الأنبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، إن سليمان الحكيم في سفر الحكمة: "الْفَمَ الْكَاذِبَ يَقْتُلُ النَّفْسَ" (حكمة 11:1). وهذا يكون بإشاعة الأقاويل الكاذبة عن شخص ما، وهذا العمل هو جريمة أخلاقية. ومن يفعل مثل هذا هو شخص كاذب ذو وجهين، وجه حقيقي لئيم مخفي ووجه مزيف لطيف يظهر أمام الآخرين. ومثل هذا الشخص يقوده إبليس الذي "مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ" (يو 44:8).
وأضاف أن المقصود بالنفس هنا؛ أولاً: الشخص نفسه. ثانيًا: روح الشخص، أي نفسيته. وقتل النفس هذا هو قتل الشخص وهو حيٌ في هذا العالم بتحطيم روحه نفسيًا ومعنويًا وأدبيًا، بتشوهه أمام الآخرين مما يؤدي إلى رفضه من المجتمع الذي حوله، وحتى من أسرته. وهذا أبشع جُرمًا من قتل الجسد بإزهاق الروح؛ لأن المقتول جسديًا سيخرج من هذا العالم بعيدًا عن مَن حوله.
وتابع أن قتل النفس بتشويه الأشخاص يكون من الحاقدين والغيوريين والمتزلفين، من طالبي المناصب والذين يسعون للحفاظ على مكانتهم أو مناصبهم بتشويه صورة الأخرين. كما يكون من أشخاص غير أسوياء نفسيًا.
الشخص الذي يقوم بمثل هذا يكون في حالة ترقب لما يحيط به يجعله عائشًا بشكل مستمر في حالة استنفار عصبي وقلق دائم في توقع أي حكم على شخصه، أو انتقادات له، أو أي ردود أفعال غير راضية على فعله. مما يؤثر على ثقته في الآخرين وعلى صحته النفسية والجسدية. في هذا يقول يشوع بن سيراخ: "النَّفْسُ الشِّرِّيرَةُ تُهْلِكُ صَاحِبَهَا، وَتَجْعَلُهُ شَمَاتَةً لأَعْدَائِهِ" (يش 4:6).