سيجارتان لكل مواطن!
لزميلنا أسامة الشندويلى، قال هانى أمان، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للشركة الشرقية، إيسترن كومبانى، مساء أمس الأول، الأربعاء، إن الشركة قررت زيادة الطاقة الإنتاجية اليومية من السجائر إلى نحو ١٥٠ مليون سيجارة، لمواجهة تداعيات الأزمة الحالية، الناتجة عن مشاكل فى اللوجستيات، وتأثر الدول المصدرة للتبغ بالأزمة الأوكرانية واستمرار بعض تداعيات وباء كورونا. والأهم، هو أن «أمان» أكد فى تصريحاته الخاصة لـ«الدستور» أن الشركة لم ترفع أسعار منتجاتها منذ مارس الماضى.
الشركة الشرقية، Eastern Company، بتأكيد رئيسها التنفيذى، ليست طرفًا فى الأزمة الحالية، التى أرجعها إلى أن بعض التجار رفعوا الأسعار بشكل غير مسبوق، خاصة بالنسبة لسجائر «كليوباترا» الأكثر شهرة ومبيعًا فى مصر، لصالح تسويق بعض أنواع السجائر الأجنبية، أو تلك التى يتم تهريبها من الخارج، حتى يتمكنوا من رفع سعرها. وأوضح أن الأمر يتطلب تشديد الرقابة على الأسواق خلال الفترات المقبلة.
تأسست الشركة الشرقية، فى ١٢ يوليو ١٩٢٠، بمرسوم من السلطان أحمد فؤاد، الملك لاحقًا، لمحاربة الإنتاج الأجنبى من السجائر، وصارت، اليوم، واحدة من أكبر ٥٠ شركة مصرية، وأقوى ١٠٠ شركة فى الشرق الأوسط، بحسب تصنيف «فوربس»، و... و... والمهم، هو أن حصة الشركة السوقية حوالى ٧٤٪، ما يعنى أن نصيب المواطن من إجمالى ما يتم طرحه من السجائر بالسوق المصرية، بعد إضافة الـ٢٦٪ الأخرى، هو سيجارتان فقط، يوميًا، لو كان كل المواطنين، من المهد إلى اللحد، يدخنون السجائر!.
لحسن الحظ، لا يزيد عدد المدخنين على ١٨ مليونًا، طبقًا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، ويصل إلى ٤٠ مليونًا، على عهدة إبراهيم إمبابى، رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، ما يجعل نصيب الواحد منهم يتراوح بين ٥ أو ١١ سيجارة يوميًا. وبالتالى، فإن الوصول إلى نقطة التعادل، بين العرض والطلب، يحتاج إلى مضاعفة الطاقة الإنتاجية ثلاث مرات، على الأقل، حتى بعد الزيادة الجديدة التى أعلنت عنها الشركة الشرقية، مع ملاحظة أن عدد المدخنين فى مصر يتزايد بمعدل يتراوح بين ٤٪ و٥٪ سنويًا.
كانت الشركة قد أكدت، فى بيان، أن أسعار منتجاتها لم تتغير منذ الزيادة الأخيرة فى مارس ٢٠٢٣، موضحة أن أسعار كل منتجاتها ٢٤ جنيهًا للعلبة ٢٠ سيجارة ومنها الـ«كليوباترا». والطريف هو أن الشركة قدمت الشكر، فى البيان نفسه، لكل التجار الذين يحرصون على الالتزام بالأسعار الرسمية، وناشدت جموع المستهلكين استخدام خاصية الـ«QR كود» للتأكد من الأسعار قبل الشراء، لافتة إلى أنها تقوم بطباعة الكود الخاص بالأسعار على كل منتجاتها للتسهيل على المستهلكين التعرف على السعر الحالى للمنتجات.
الأكثر طرافة، والأقرب للخيال، هو أن الشركة أكدت فى موقعها الإلكترونى أنها انتهجت فى الفترة الراهنة، «التى تتسم بشدة المنافسة»، سياسة تسويقية تعتمد على تطوير السوق الحالية وزيادة كفاءة وفاعلية جهاز البيع، بما يضمن تلبية احتياجات المدخنين لمنتجات التبغ فى الوقت والسعر المناسبين، موضحة أنها قدمت منتجات جديدة بأسعار تنافسية، بالتوازى مع تطوير بعض العلامات التجارية الموجودة بالفعل وإعادة تقديمها فى السوق المحلية. إضافة إلى تفعيل قنوات التوزيع القائمة حاليًا، وإعادة النظر بشكل منتظم فى نظام «إعادة الأموال التجارية» المقدم إلى وكلاء البيع و«التجار شبه الجامعيين» من أجل تشجيعهم على تفعيل المبيعات. كما أكدت الشركة، أيضًا، أنها قامت بتطوير طرق التوزيع بالاعتماد على أسطول من المركبات الصغيرة المناسبة لعبور الشوارع الضيقة، مع التطوير المستمر لفروع مبيعات قطاعات التسويق والمكاتب التابعة لها فى جميع أنحاء البلاد بما يتناسب مع «المكانة المرموقة»، التى تتمتع بها الشركة!.
.. وأخيرًا، تعدكم الشركة الشرقية بأنها ستحافظ على «مركزها الريادى فى إرضاء أذواق المدخنين»، و«على مسئوليتها فى إدخال التكنولوجيا المتطورة فى تصنيع منتجات الدخان التى تراعى الجوانب الصحية والاجتماعية والاقتصادية»، ولا عزاء للأزمات السابقة، الحالية، والمتوقعة، أو للصور الكئيبة وعبارة «التدخين يسبب سرطان الرئة» الملطوعة على كل علب السجائر!.