"صيد دب".. قصة الكاتب ويليام فوكنر عن أخطاء المجتمع الأمريكي

تعد قصة صيد دب، هي واحدة من القصص الشهيرة للكاتب الأمريكى المعروف ويليام فوكنر التي استدعى فيها ذكرياته فى سن الطفولة، رغم ان فوكنر لم يكن وحده راوي القصة حيث جعل للقصة أكثر من راوي كل يحكى عن جزء منفصل من الأحداث. 

نشر فوكنر قصة صيد دب فى عام 1955 ضمن مجموعته القصصية الغابات الكبيرة، وكان قد نشر هذه القصة منفردة عام 1943 فى مجلة ساتر داى ايفننج بوست ولاقت قبولا واسعا، لما تتميز به من تشابك فى الأحداث ورصد للمجتمع الأمريكي بأطيافه المختلفة وصراعاته المتعددة والمتجذرة طبقا للاختلافات العرقية في البلاد .

- تفاصيل القصة 

يقول فوكنر فى صدر القصة يروى راتيليف هذه القصة وهو بائع لماكينات الخياطة يتجول فى قريتنا على عربة باكبورد، وهو يقصد بهذا العربة التي تجرها الخيول.

ثم ينتقل بنا فوكنر إلى قريته المجاورة للنهر والتى تمثل الشرائح المختلفة للمجتمع الأمريكي فى بداية القرن العشرين، حيث الهنود الحمر الذين وصفهم بالشدة وقسوة الملامح، وكذلك الزنوج الذين كانوا مجرد عبيد يخدمون أهل القرية، ثم وصف أهل القرية من حيث الأخلاق فمنهم الطيبون ومنهم غير ذلك، على سبيل المثال الثلاثة الأشقياء الذين قاموا بتشكيل عصابى ليروعوا الناس فى الشوارع والأسواق.

 ثم ينتقل إلى الطفل الذي توجه مع أقرانه إلى الربوة لصيد الدب رغم حداثة سنه ، وفى الغالب كان فوكنر نفسه هو ذاك الطفل، الذى اصطدم بمجتمع سكير وعربيد لا يعرف أهله إلا شرب الخمر ولعب القمار، والشجار الدائم فيما بينهم. 

ثم يعود فوكنر إلى الأشقياء الثلاثة الذين كانوا يطفئون أعقاب السجائر فى أعناق الزنوج،  ليقفز إلى سنوات من الزمن حيث أضحى للزنوج مكانة فى المجتمع الأمريكى فأصبحوا مثل جلاديهم يرتكبون نفس الموبقات بعد ان تحسنت أوضاعهم ، كما تحدث عن الهنود 
الحمر وهم السكان الأصليين لأمريكا حيث ذابوا فى المجتمع ولم يعد لهم أثر . 

- الهدف من القصة 

أراد "فوكنر" ان يقول كلنا مذنبون فالأمريكى الأصلى الملقب بالهندى الأحمر كان شرسا، أما الزنجى الذى كان مستضعفا حين ملك قوته لم يكن رحيما بالقدر الكافى، أما العاديون من الشعب الأمريكى فكان هدف جلهم هو اللهو واللعب وشرب الخمر ، وكأن فوكنر أراد من قصته صيد دب أن يدق ناقوس الخطر فى بلاده كي يستقيم الشعب الأمريكى بأكمله، رغم اختلاف أغراقه وألوانه ومعتقداته .