المخرجة علوية زكى .. أولى المغردات فى سرب المخرجات التلفزيونيات
علوية زكي أولي المغردات في سرب المخرجات التلفزيونيات، فهي أول سيدة تعمل في الإخراج التلفزيوني في مصر، لذا أطلق عليها لقب المرأة الحديدية، علوية زكي والتي غادرتنا في مثل هذا اليوم من العام 2019، هي المخرجة الوحيدة التي كان يسمخ لها بالعمل في التلفزيون خلال نكسة 1967.
علوية زكي، والتي سبقت عصرها وقدمت أول مسلسلات الخيال العلمي، ألا وهو مسلسل "نهاية العالم ليست غدًا"، والتي سبقت من خلاله مسلسل "ما وراء الطبيعة"، الذي أنتجته إحدي المنصات الغربية قبل سنوات قليلة.
قدمت المخرجة علوية زكي العديد من الأعمال الفنية، التي تنوعت بين الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية، من بينها: قلب الأسد، لعبة الفنجري، ترويض الرجل، القانون لا يعرف عائشة، الحكم مؤجل، حل يرضي جميع الأطرف، رجل اسمه عباس، ميراث الغضب، البحيرات المرة، النديم، ليالي الحصاد، اللسان المر، الرجل ذو الخمسة وجوه، وغيرها العديد.
ــ طيور الشمال أول فيلم تلفزيوني تخرجه امرأة
في عددها المنشور بتاريخ 18 فبراير عام 1983، نشرت مجلة "آخر ساعة"، تقريرًا حول المخرجة علوية زكي ومسيرتها الفنية وأعمالها التلفزيونية والدرامية، ومن بين ما تناوله التقرير فيلمها "طيور الشمال"، والذي أخرجته علوية زكي عام 1972، من إنتاج وحدة السينما بالتلفزيون المصري.
وعن قصة فيلم المخرجة علوية زكي "طيور الشمال" وموضوعه يستهل محرر التقرير مشيرًا إلى أن: فيلم "طيور الشمال"، يعالج مشكلة من أكثر المشاكل جدية وخطورة في مجتمعنا أنها مشكلة الشباب المثقف الذي عاش حياته في المدينة، يحلم بالفيلا والسيارة والثلاجة وكل أدوات الرفاهية في المجتمع الاستهلاكي الحديث، والذي قد تصل أحلامه إلى الرغبة في الهجرة، إلى مجتمعات أكثر حضارة، هذا الشباب المثقف كيف يكون اختياره إذا اضطر للعمل والحياة في جوف الريف؟، في أعماق الصعيد؟، هل يستقر في البيئة الجديدة الفقيرة التي تحتاج كل الاحتياج أم يظل إحساسه بالناس هناك إحساس طائر من طيور الشمال المهاجرة؟، يتحين الفرصة للعودة إلى الشمال، إلى الأضواء، إلى المدينة؟.
ــ علوية زكي المتمكنة من أدواتها
ويلفت التقرير إلى أن علوية زكي: قد استطاعت أن تقدم عملًا سينمائيًا مائة في المائة، وأن عملها سنوات طويلة خلف كاميرات التلفزيون لم يؤثر علي تمكنها من السيطرة علي أدوات اللغة السينمائية، وأن هذه اللغة كانت تتميز بإحساس مرهف وعذوبة لا تملكها إلا امرأة شديدة الحساسية.
وقد اختارت علوية زكي أماكن تصوير فيلمها "طيور الشمال" اختيارًا ممتازًا، سواء بين الآثار أو في قرية "الجعافرة"، وكانت لقطات الحب ولحظات الاكتشاف التي تمت بين الطبيب الذي وهب نفسه للعمل الجاد، والفتاة التي تحلم بالبريق الزائف شديدة الرقة.
ويشدد التقرير على أن: علوية زكي استطاعت أن تحرك كاميرات السينما وتستغل إمكانياتها بلا خوف، ولكن بلا محاولة للاستعراض، وكانت لقطات التصوير البطيئ في مكانها تمامًا، وكان إيقاع الفيلم متوازيا فيما عدا اللقطات الأخيرة فقد جاءت أسرع من اللازم، أما شريط الصوت خاصة الموسيقي التصويرية فيه فتعد من أجمل موسيقي الأفلام، فقد اختار سليمان محمد جميل تيمة موسيقية توحي بالجو الفرعوني وبجو الحب والنقاء في منطقة لم يصل إليها زيف المدينة الحديثة وأكاذيبها.
وفيلم "طيور الشمال"، والذي قدمته علوية زكي كأول مخرجة، عن قصة وسيناريو وحوار للكاتب محفوظ عبد الرحمن، وقام ببطولته الفنان كرم مطاوع والفنانة سهير المرشدي.