ليسوا بشرًا وليسوا مسلمين!
فى ١٩٤٨ انكشفت جرائم جماعة الإخوان أمام الرأى العام.. اضطر حسن البنا لأن يتبرأ من الذين قتلوا النقراشى خوفًا من العواقب.. أصدر بيانًا شهيرًا قال فيه إن الذين قاموا بالجريمة «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين».. أتأمل الآن سلوكيات أعضاء هذه الجماعة الشيطانية فأقول لنفسى إن هؤلاء ليسوا بشرًا من الأساس فضلًا عن أن يكونوا مسلمين! انظر مثلًا لتلك الشماتة الحقيرة فى الموت! إنها تكشف عن نفوس مشوهة وقلوب سوداء وأرواح ميتة فضلًا عن عقول تتسم بغباء جاهل وقدرة محدودة... فالموت ليس وسيلة عقاب إلهى وإلا لما مات النبى، صلى الله عليه وسلم، والصحابة والأئمة والتابعون.. ولما مات ابنا النبى الكريم «القاسم» و«إبراهيم» فى حياته وهو من هو عند ربه.. الموت والحياة من آيات الله وسر من أسراره يدركان البشر جميعًا مهما اختلفت معتقداتهم وأعمالهم وأفكارهم.. إلخ، لكن كل هذه البديهيات تغيب عن أفراد هذه الجماعة التى أعمى الحقد قلبها وقادها العماء السياسى والإنسانى إلى حيث تستحق فى مزابل التاريخ.. ولا شك أن هذا قد غاب أيضًا عن ذلك الممثل عديم الموهبة الذى خرج يشمت فى وفاة نجل النجم المحبوب حسن يوسف لا لشىء إلا تصفية لحسابات رخيصة، ولأن الرجل المكلوم فى ابنه رفض أن يتضامن مع الجماعة الإرهابية فى مخططها لإشعال حرب أهلية على الطريقة السورية وفى نيتها لتأسيس ميليشيات إرهابية تنطلق من ميدان رابعة العدوية والادعاء أمام العالم بأن هناك نزاعًا مسلحًا فى مصر! وكان ما أثار ألم الإخوان ونقمتهم على هذا الأب المكلوم فى ابنه أنه فنان متدين وبالتالى فإن رفضه تأييد هذه الجماعة ينفى عنها ما ادعته من أنها تمثل المتدينين أو أنها هى جماعة المسلمين ومن خارجها ليسوا كذلك.. خاصة أن الجماعة عملت منذ أواخر السبعينيات على مخطط لهدم الفن المصرى، وإقناع الفنانين المصريين بهجرة العمل فى الفن وإدانته إن أمكن، مع السعى لتحويل عدد منهم إلى دعاة يديرون مؤسسات خيرية ذات روافد مالية ضخمة تكفلت بها الجماعة فى سنوات تحالفها مع دول النفط الوهابية أو مع جهات متنفذة فيها، واستخدمت الجماعة دعاة ينتمون إليها أو خرجوا من صفوفها للتعامل مع هؤلاء الفنانين والمشاهير ضمن مخطط ضخم عرف باسم مخطط اختراق الصفوة، وفكرته الأساسية إقناع النخب الفنية والاقتصادية.. إلخ، بمشروع الإخوان للحكم، وإغراؤهم بمزايا مادية كبيرة للانخراط فيه، واستخدام شهرتهم فى التسويق لهذا المشروع.. حيث يميل العاديون من الناس لمجاراة المشاهير والثقة فى اختياراتهم.. وحركة الفنانين المعتزلين من الفصول المسكوت عنها فى تاريخ مصر الفنى والاجتماعى، وقد اختلفت دوافع المعتزلين فى بداية الثمانينيات وتداخل فيها ما هو نفعى ومادى بما هو إنسانى وفكرى.. وكان من أسبابها إحباط بعض الفنانين وإدراكهم أنهم لن يحققوا نجاحًا يذكر فى الفن مقارنة بمكاسبهم من الاعتزال والالتحاق بصفوف المانحين من إخوان الخليج وغيرهم، ولا شك أن الممثل نصف الموهوب الذى أبدى تلك الشماتة الوضيعة فى الموت هو واحد من هؤلاء.. حيث كان فاشلًا ثقيل الظل.. خاصة بالمقارنة بشقيقه الأصغر الذى لعب أدوار بطولة مهمة فى السبعينيات وأوائل الثمانينيات قبل أن يقرر الاعتزال.. ولعل مما يحسب لهذا الشقيق أنه لم يعرض نفسه فى أسواق النخاسة الإخوانية كما فعل ذلك الشامت فى الموت والمرتزق من تقديم البرامج فى قنوات الإخوان والدعاية لهم نظير تمويلات سخية يجيد الفصيل الذى ينتمى له الحصول عليها مقابل بيع شهرته المشكوك فيها للجماعة.. ولعل من أهم إنجازات ثورة ٣٠ يونيو أنها ألغت ادعاء الجماعة الكاذب بتمثيل الدين فى الحياة المصرية، فرأينا أحزابًا إسلامية تشارك فى تحالف ٣ يوليو، ورأينا فنانين متدينين يقفون ضد الجماعة وأهدافها، ورأينا مسئولين يعبدون الله كما عبده المصريون عبر قرون طويلة لم يكونوا يعرفون فيها شيئًا يسمى جماعة الإخوان.. لقد أثار الموقف الأخير لهذا الشامت من الموت احتقارى لجماعة الإرهاب، ويقينى بأن الانتماء لهذه الجماعة يميت مشاعر الإنسانية داخل من ينتمى إليها فضلًا عن مشاعر التدين الصحيح.. لذلك يستحق أعضاء هذه الجماعة الآن أن نصفهم عن حق بأنهم ليسوا مسلمين وليسوا بشرًا من الأساس!