حفل توقيع ومناقشة رواية "سراب دجلة " لخالد عبد الجابر
استضافت دار العين للنشر والتوزيع حفل توقيع ومناقشة رواية "سراب دجلة" للكاتب والروائي خالد عبد الجابر، وناقش الرواية الكاتب الروائي طارق إمام، والكاتبة الروائية نورا ناجي، وقدم للندوة الناشرة الدكتور فاطمة البودي، وادارها الكاتب رامي حمدي .وجاءت بحضور عدد من الكتاب والروائيين منهم "أميمة صبحي - رضوى الأسود – سامح الجباس – علاء فرغلي – نهلة كرم – مي حمزة وغيرهم.
أشارت الناشرة فاطمة البودي عبر كلماتها إلى صعوبات النشر في الوقت الحالي والتحديات التي تواجه السوق، ثم تحدثت عن انسانية الكاتب وكيف ظهرت في إهداءاته وشاعرية النص ومدى تأثر الرواية بجوابات حراجي القط وتوجيه الشكر للعظم الأبنودي والإهداء الأخير لكل من ترك أرضه وتغرب لعمل حياة جديدة فوجد نفسه تائها في الحياة.
الغربة وحرب الخليج
ومن جهتها أشار الكاتب رامي حمدي عبر تقديمه للمناقشة إلى "الغرية" وربطها بحرب الخليج وبالأحداث التي واجهتنا كمصريين وكعرب في تلك الفترة وكيف يفسر الكاتب نظرته للغربة؟.
ومن جهته تحدث طارق امام عن حرب الخليج الأولى والثانية والتي تناولتها الرواية بشكل كبير، كيف استعادت الرواية إلى ذاكرته الأحداث في تلك الفترة.
ذكرى حرب الخليج
ولفت إمام إلى أن حفل إطلاق الرواية يأتي مع ذكرى حرب الخليج الثانية في 2 أغسطس 1990، والتي يمكن وصفها بأول حرب تلفزيونية يعيشها جيلنا فكل الحروب التي سبقتها لم يكن هناك تلفاز يتابعها بنفس قوة حرب الخليج التي عاصرها جيلنا فحولت الحرب من واقع دموي الى صورة يتم نقلها أمامنا كفيلم سينمائي نتابعه، ومن هن جاء السؤال الأول كيف استطاع الكاتب وهو من مواليد 1983 ربما لم يعاصر حرب الخليج الأولى أن يكتب عن حقبة لم يعاصرها ومدينة لم يزورها وكيف استحضر هذا العالم الذي لم يعشه أو ربما عاشه تلفزيونيًا مثل جيلنا أن يكتب رواية بكل ذلك القدر من النبض ومن الصدق ومن السخونة للدرجة التي جعلتني وأنا أقرأ النص أن أتذكر أحاديث ومواقف عن عمي الذي تواجد بالعراق في تلك الفترة وكأني عشت معه هذه المروية مرتين وليست مرة واحدة.
تبادل الرسائل وقت الحرب
ومن جهته قال الكاتب خالد عبد الجابر: أتذكر جيدًا رغم صغر سني وقت اندلاع الحرب، كيف عاد خالي هاربًا من الخليج في حرب الخليج الثانية، في صورة سيئة منهار نفسيا وجسديا وكيف أستقبله الجد في ذلك الوقت، هذا الموقف الذي عاشه جعله يتساءل عن وسيلة الاتصال بين المغترب وأهله في حرب شحيحة الأخبار عن طريق الرسائل التي كانت تأخذ وقتا ليس قليلا حتى تصل في فترة ربما تتغير خلالها أحداث كثيرة ومن هنا جاءت فكرة تبادل الرسائل خلال فترة الحرب.
ولفت عبد الجابر إلى أن فكرة الغربة يمكن تعريفها بالسراب الذي خلفه الإنسان من أحلام لتحقيق حلم كالزواج إلى حلم بتأمين المستقبل ثم شراء البيت وهكذا فلا يصل المغترب إلى نهاية ومن هنا جاءت فكرة ربط الغربة بحدث قوي مثل الحرب.
من جهتها قالت الكاتبة نورا ناجي: تأثرت برواية الكاتب الأولى "الشريد" وكيف أنها استطاعت من خلالها أن تفهم تجربة الكاتب وتستطلع مشروعه للحديث عن الإنسان والغربة، ليس فقط اغتراب الفرد عن وطنه ولكن اغتراب الإنسان عن العالم.
وأشار ناجي إلى أن ما حمسها كثيرا لقراءة مسودة الرواية قبل النشر والتي بالفعل أعجبتها كثيرا وتأثرت بها لأسباب أنها تحب كثيرا ذلك النوع من الأدب والذي يساعدنا على استعادة لحظات مهمة ومؤثرة من حياتنا مرت علينا بوقتها مرور الكرام فلم ننتبه لها إلا بعد القراءة وأضافت أن تلك الرواية جعلتها تلاحظ ولأول مرة أن خالها تواجد بالعراق أيضًا في تلك الفترة فلن تنتبه إلا بعد القراءة أن ذاك الشخص المؤثر جدا في حياتها كان هناك وكان معرضا لموت في بلد ليس بلده ومن هنا فسرت الكثير من تصرفات خالد والكثير من إحباطاته والكثير من شعوره بخذلان الحياة كمغترب.
وأضافت نورا ناجي أن الملاحظة الثانية لها عن الرواية أنها لم تكن تملك الكثير من المعلومات عن تلك الفترة التي تم تناولها بأحد شكلين: إما بشكل كوميدي للهاربين بسيارتهم وعليها المروحة والتلفزيون أو بشكل ميلو دراما قوية مثل فيلم العاصفة.
ناسون أن هناك أناسًا بالفعل تركوا خلفهم هناك حياة كاملة وكان دائما التداول يتم من وجهة نظر واحدة، ولكن الرواية تجاوزت تلك الصورة وتبنت الموضوع من وجهة نظر مغايرة ومحايدة لشخص كان هناك بالصدفة ولكنه وجد في المكان بعد أن تحولا للأمل الوحيد له ولعائلته لتحقيق أحلامهم ولكنه في النهاية اضطر لتركه والعودة لحياته التي كان متمسكا بها في البداية.
وعن أجواء كتابة الرواية قال الكاتب إنه أخذ حوالي ثلاث سنوات في كتابتها وان كتابتها كانت مرهقة جدا نفسيا وأنه كان مرتبطا كثيرا بالشخصيات، كان يصحبني التوتر ولم أعرف نهاية القصة إلا مع كتابة الصفحات الأخيرة، وأنه عاد لكتابة تعقيب بعد الانتهاء من الكتابة بأكثر من شهرين.