"الحمد في القرآن والسنة".. موضوع خطبة الجمعة القادمة
ارتفعت معدلات البحث خلال الساعات القليلة الماضية، عبر مواقع التواصل الإجتماعي وموقع البحث الشهير "جوجل"، عن موضوع خطبة الجمعة المقبل، حيث شهدت تلك الشبكة العنكبوتية تردد الآلاف عليها لمعرفة موضوع خطبة الجمعة المقبل الموافق 4 أغسطس 2023 و١٧ محرم ١٤٤٥ه ، إذ تعلن وزارة الأوقاف المصرية عن الموضوع الذي سيتم تناوله في خطبة الجمعة كل أسبوع.
موضوع خطبة الجمعة
وحددت وزارة الأوقاف المصرية، عنوانًا لموضوع خطبة الجمعة المقبلة، والتي جاءت تحت عنوان "الحمد في القرآن والسنة"، وذلك ضمن الموضوعات الموحدة التي أقرتها الوزارة.
وطالبت الأوقاف جميع الأئمة بالالتزام بموضوع الخطبة، نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وأن يكون أداء الخطبتين معًا الأولى والثانية ما بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة كحد أقصى للخطبتين معًا.
وكلف وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، الدكتور رمضان عبد الرازق خطيبًا للجمعة، والتي وموضوعها: "الحمد في الكتاب والسنة".
وفي إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، تطلق الأوقاف، غدًا الجمعة، عشرة قوافل دعوية، تشمل أداء خطبة الجمعة وعقد مقارئ قرآنية، والمشاركة في النشاط الصيفي للطفل في 10 محافظات.
نص موضوع خطبة الجمعة
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والاخرة وله الحكم وإليه ترجعون) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الله (عز وجل) هو الحميد المحمود، المستحق للحمد والثناء وحده سبحانه على نعمه والآئه، وعلى كماله تعالى وجلاله، حمد نفسه سبحانه أزلا، ويحمده خلقه أبدا، حيث يقول الحق سبحانه: (إن الله هو الغني الحميد"، ويقول سبحانه: (وكان الله غنيًا حميدا).
والمتأمل في القرآن الكريم يجد أن الحق سبحانه افتتح خمس سور بالحمد؛ لعظيم شأنه وجزيل فضله، حيث يقول الحق سبحانه في سورة الفاتحة: (الحمد لله رب العالمين)، ويقول سبحانه في سورة الأنعام: (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)، ويقول تعالى في سورة الكهف: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا)، ويقول تعالى في سورة سبأ: (الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير)؛ ويقول سبحانه في سورة فاطر: (الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير).
كما اختتم الحق سبحانه أربع سور من كتابه العزيز بالحمد، حيث يقول سبحانه في سورة الصافات: (والحمد لله رب العالمين)، ويقول سبحانه في سورة الإسراء: (وقل الحمد لله الدي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا)؛ ويقول تعالى في سورة الزمر: (وفضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين)، ويقول سبحانه في سورة النمل: (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما بك بغافل عما تعملون).
والحمد من أعظم ما ذكر به الأنبياء ربهم (عز وجل)، حيث يقول الحق سبحانه عن نوح (عليه السلام): (فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين)، ويقول سبحانه على لسان إبراهيم (عليه السلام): (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء)، ويقول تعالى: (ولقد آتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فصلنا على كثير من عباده المؤمنين)، ويقول سبحانه لنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا).
كما أن الحمد دأب الملائكة المقربين، حيث يقول الحق سبحانه: (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وفضي بينهم بالحق وفيل الحمد لله رب العالمين)، ويقول سبحانه: والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم)، ويقول تعالى: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم).
وقد أخبرنا القران الكريم أن أهل الجنة يلهجون بحمد ربهم على ما أولاهم من نعمه، ورضي عنهم بفضله، حيث يقول الحق سبحانه: (وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لعفور شكور)، ويقول سبحانه: (وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين)، ويقول تعالى: (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين).
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن المتدبر في السنة النبوية يدرك أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) دلنا على فضل الحمد وأهميته، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملا الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن- أو تملأ- ما بين السماوات والأرض).
ويقول (صلى الله عليه وسلم): (من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه)، ويقول (عليه الصلاة والسلام): (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم).
كما علمنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) حمد الله (عز وجل) في كل الأحوال، وعلى جميع الأقدار، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها)، وعلمنا (صلى الله عليه وسلم) أن نقول: (الحمد لله الذي كساني هذا (الثوب) ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة).
ويقول (صلى الله عليه وسلم): (إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: فبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدى؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد).